آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-05:43م

اليمن.. بين حكم الدولة والقبيلة! 

الإثنين - 25 ديسمبر 2023 - الساعة 04:58 م

عمر الشيابي
بقلم: عمر الشيابي
- ارشيف الكاتب


في حالة كاليمن الذي يعرف بانه مجتمع قبلي مازال يحتكم في كثير قضايا تحدث بين مواطنيه كقضايا القتل أو الاعتداء الجسدي أو حتى المشاكل الاجتماعية المختلفة إلى العرف القبلي أو ما يسمى بالتحكيم القبلي فيها ربما أنهم يرون في ذلك حلول أسرع واضمن في حل قضايا كهذه خاصه قضايا القتل الذي قد يقود تأخير البت فيها وسرعة حلها إلى حدوث مضاعفات أو نتائج سلبية لها ربما قد تكون أشد كارثيه من سابقتها !

في السنوات الأخيرة أصبح للقبيلة وأحكامها حضور أقوى من الدولة ومن قوانينها ومن أجهزتها المناط بها تفعيل هذه القوانين وتطبيقها والاحتكام إليها.

أن المؤسف حقاً أن بعض من هذه القضايا تجد أن أحد أطرافها أو المحكمين فيها قيادات في الدولة مدنية كانت أو عسكريه يفترض فيها أن تكون قدوة للمواطن في الاحتكام إلى قوانين الدولة والالتزام بها واحترام أحكامها لا الانجرار وراء التحكيم القبلي وماله أحياناً من مساوئ تحدث لسبب أو لآخر!

يقول الكاتب والسياسي المصري محمد حسنين هيكل (اليمن قبيلة يريد التحول إلى دولة)وهو توصيف دقيق للحالة اليمنية لأن اليمني فعلاً مازالت العادات والتقاليد والأعراف القبلية هي المسيطرة على سلوكه وان كان صاحب ثقافة واسعة وتعليم عال ومركز قيادي رفيع.. فاليمني يحلم بالتغيير أن يعيش في دولة تسود فيها الأنظمة والقوانين بل والأهم أن يتم تطبيقها على الكل دون تمييز، لكنه بكل أسف يغض الطرف عن حقيقة مهمه أن أي تغيير يقود إلى تحول من وضع لآخر يبدأ منه هو وهو لا يرغب في ذلك لأنه بطبعه رجل فوضوي ومتمرد ومزاجي وصاحب مصلحه شخصيه وهذه المصلحة هي الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ!

أجمالاً نحن كيمنيين شعب مزاجي، لا يحب النظام ويحب الخروج حتى على القوانين التي تنظم حياته فهو لا يريد الاحتكام لهذه القوانين بل يسعى لخرقها والالتفاف عليها طالما في ذلك مصلحته هو!

سلوك وفعل كهذا ساعد كثيراً من إضعاف الدولة وتراجعها عن حماية قوانينها وتطبيقها التي هي مسؤوله عنها جعل من السهل على القبيلة الموجودة بأعرافها وأحكامها من أن تحل بدلاً عن هذه الدولة وقوانينها المعطلة وأجهزتها القضائية التي أصابها الجمود والخمول بل والشلل التام في فترات كثيره.. حلت القبيلة مكان الدولة في حل كثير من قضايا ومشاكل الناس لسرعتها في الحل ومنع تداعيات قد تكون خطيره لهذه القضية أو تلك!