آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-09:09ص

نفق المارشال وفانوس الجيران

الثلاثاء - 19 ديسمبر 2023 - الساعة 10:36 م

عبدالله جازع الفطحاني
بقلم: عبدالله جازع الفطحاني
- ارشيف الكاتب



منذ دخولنا النفق برفقة المارشال ونحن نتحسس الأشياء لشدة الظلام الذي يحيط بنا من جميع الاتجاهات وحتى حاسة اللمس بدأت تتلاشى لكثرة الإعتماد عليها واصبحنا ننصدم بكلشيء أمامنا وما اكثر الصدمات !

الرحلة لم تكن متوقعة والمتاع لايكفي والعزم اوشك على النفاذ والصبر له حدود ، ثمان عجاف لم يتبعها  عام الغيث
ولانور الشمس ولا ضوء القمر  ولم يعد الصوت مسموع لطلب النجدة !! 
في البداية وما أجمل البدايات رما أحدهم  كرات مضيئة وهللت ألناس فرحأ  بهذا النور الذي اضاء لنا المكان وتوسمنا خيرا ظننا انها النجدة واننا قد نجونا  ولكن سرعان ماتلاشى الأمل عندما سحقت تلك الكرات مدخل النفق وازداد الظلام  وأغلق النفق تمامآ فلا الاستمرار متاح ولا الرجعة ممكنه  ؟

ومع شدة المعاناة ظهر لنا من الجوار من يمد لنا فانوس وما اجمل تلك اللحظات رغم ان انارة الفانوس كانت لاتقطي الا نصف المكان  ولكن شيء أفضل من لاشيء وجزء مضيء أفضل من ظلام المكان بالكامل  رغم سماعنا صراخ العاقلين في الجزء الآخر وشدة الظلمة لديهم ولكننا كنا ندعو لهم بان يفرج الله همهم ويسخر لهم من يمد لهم بفانوس او حتى شمعة ،،

دارت الأيام واصبحت مادة الكيروسين تنفذ من خزان الفانوس وأصبح الضوء يتقلص والمساحة تنكمش وألناس تتخبظ والمقربين من الضوء أصبحوا بعدد الأصابع  ولم يعد هناك متسع لغيرهم ومره اخرى أظلم المكان وعم الصدام وهلك من هلك وعاش من عاش مشلول الحركة مكبل القدمين يبكي على الأطلال ،

واما حال الذين كانوا عالقين في الجزء الآخر فقد تحسن منذ أن وجدوا شمعة واشعلوها واضاءت لهم المكان حتى صنعوا شمعة اخرى وصاروخ وطائرة ومسيرات وهكذا تحسن حالهم واصبحوا يدعون لنا بعد ان كنا ندعو لهم  ولاشيء مسموع غير الدعاء والله كفيل بالإجابة وهو القائل ادعوني استجب لكم .

عبدالله جازع الفطحاني