آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:17م

(الايدز).. القاتل الطليق

الخميس - 30 نوفمبر 2023 - الساعة 02:27 ص

عبدالحكيم الجابري
بقلم: عبدالحكيم الجابري
- ارشيف الكاتب


سجلت أول حالة إصابة بمرض فقدان المناعة المكتسبة (الايدز) عام 1981م، ومن يومها قامت الدنيا ولم تقعد، وظل المرض في انتشار أمام ذهول العلماء من هذا الداء الغريب الفتاك، الذي راح يكتسح العالم بشكل مفجع، ويحصد ضحاياه بصورة مؤلمة.

وبعد سنوات من البحث توصل العلماء إلى معرفة أسباب وطرق انتقال المرض، وأجمعوا على أهم هذه الأسباب هي الممارسة الجنسية، أو بنقل الدم الملوث بالفيروس، أو عبر الأم الحامل المصابة، بالإضافة إلى تعاطي المخدرات باستخدام الحقن، ورغم اتفاق العلماء على تلك الاسباب، إلا أن البشرية لم تطمئن، وخوفها من الإصابة بالمرض لايزال مستمر، ولم تجدي محاولات العلماء والأطباء تبسيط الأمور، بهدف تطمين النفوس، إذ أشار البعض منهم إلى إمكانية ممارسة العملية الجنسية باستخدام (الواقي)، إلا أن الأبحاث العلمية الأخيرة أكدت إمكانية فيروس الايدز اختراق هذا العازل، ومعها تصبح الإصابة بالمرض مؤكدة.

وأمام هذا الخطر الداهم، الذي بلغ فيه عدد المصابين حتى الآن وفقا واخر الاحصائيات العالمية، أكثر من 50 مليون شخص على مستوى العالم، وتقول التقارير ان أكثر من 6 آلاف شخص يصابون بشكل يومي بهذا المرض، أي بمعنى آخر أكثر من مليونين ومائة وستين ألف في العام الواحد.

بلادنا باعتبارها جزء لا يتجزأ من الأسرة البشرية نالت نصيبها من هذا الوباء الذي لا يعترف بالحدود عندما ابتلى الله عددا من أبنائها بهذا المرض، اختلفت التكهنات حول ظهور هذا المرض في بلادنا وكيفية دخوله، وأقرب الأسباب هي دخول المرض عبر القادمين إلى الجمهورية من الخارج عبر المنافذ المختلفة، في ظل انعدام أجهزة الفحص الطبي في تلك المنافذ، إضافة إلى موجات اللاجئين الأفارقة التي شهدتها بلادنا، حيث أن سكان قارة أفريقيا يمثلون أكثرية سكان العالم المصابين بهذا المرض الخطير.

ولتفادي إصابة المزيد من مواطنينا، على الجهات المعنية وفي مقدمتها الجهات الصحية الإسراع في اتخاذ الإجراءات الوقائية، وحصر الإصابات الفعلية بصورة أكثر دقة، وتقديم النصائح والارشادات للمصابين لتجنب التسبب في نقل العدوى للآخرين، والتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية لتخليص بلادنا من هذا المرض الفتاك، كما يجب أن تسن اللوائح والقوانين لكيفية التعامل مع المصابين، وتوفير أجهزة فحص طبية في جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية، وتنظيم حملات توعية مكثفة ومتواصلة لتعريف الناس بأساليب الوقاية من الاصابة، وزيادة الوعي بأهمية إجراء الفحوصات الطبية الدورية، والتصرف الصحيح والإنساني مع الأشخاص المصابين.

أتمنى أن تتلقى الجهات المعنية اشاراتنا هذه وأن تقوم بما هو مطلوب ومنتظر منها، فالخطر حقيقي وكبير ولايوجد متسع من الوقت للتساهل والتراخي، إنما على الجميع التحرك فورا لإيقاف هذا المرض الذي هو اشبه بكرة الثلج المتدحرجة.

#حضرموت_حضارة_وحضور
#حفظ_الله_الجميع
#اليوم_العالمي_لمرض_الايدز