ذكرى نوفمبر المجيد قد عادت

عندما نرى المجازر والإبادة الجماعية ، والتطهير العرقي بحق إخواننا في غزة من مسلمين ومسيح، من قِبل العدو الإسرائيلي الغاصب ، عندها نحمد الله على ثمن الحرية التي ننعم بها، ونشكر سواعد أجدادنا القداماء أولئك الذين سعوا لتحرير جنوب اليمن وشماله من أيادي مغتصبي غزة حالياً ، فقد سئمتُ من التسميات ما بين احتلال بريطاني وإيطالي وإسرائيلي وأمريكي ، فجميعها احتلالات ومحركهن دينامو واحد وقوده لا للإسلام والمسلمين ولا لرقيهم وتطورهم.

٣٠ نوفمبر ١٩٦٨ هي ذكرى جلاء آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن مدينة عدن ، تلك الذكرى الخالدة التي كانت ولا تزال خنجر يطعن بعظمة الإمبراطورية التي لم تغيب عنها الشمس ليومٍ واحد ، ذكرى نوفمبر تظل بمثابة شربة دواء لنهاية الألم والخلاص منه ، فبعد أن جاءت ثورة أكتوبر المجيدة ضد حكومة بلفور بقيادة راجح غالب لبوزة ، تلك الثورة التي انطلقت من جبال ردفان تحمل الموت الزؤوم للبريطان، ولسان حالهم يردد " برع يا استعمار من أرض الأحرار " أولئك العظماء من ارخصوا بأرواحهم ليعطونا وطناً حراً مسلماً.

فلا يوجد شيء أروع ولا أجمل من أن يشعر المرء بثمن الحرية التي ينعم بها أطفاله وينعم بها هو ، فالحرية ثمنها غالي ، والعدو مهما بلغت قوته فمصيره الهزيمة في أرض غير أرضه ، وإن طال بقائه فحتماً سيهلك.

فكما قد مررنا في عامنا هذا وكل عام بذكرى سبتمبر و أكتوبر ومايو ونوفمبر ، عيد الاستقلال والوحدة وجلاء آخر جندي الاحتلال ، لو أمعنا في النظر إلى حالنا الذي نمر به ، لجنوب اليمن وشماله ، عندها قد نرى أن وطننا بحاجة لثوار جدد وثورات جدد ، لأن الوضع الذي نعايشه حالياً لا يذكرنا إلا بما نقرأ عن وضع اليمن قبل الثورات ، من جهل وظلم وغيره ... إلخ.

فيمننا السعيد هذه المرة بحاجة لثورة تعم جميع الثورات وتكون عنوان لهنَّ ، لكن هذه المرة لا نحرر بلدنا من مغتصب أو محتل خارجي ، بل نحررها من أبنائها أنفسهم أولئك اللصوص ، من لا يحسنون القيادة والإدارة لهذا البلد ، نحررها من باعة أنفسهم للغرب ، من أولئك الذين تركوا بلادنا بأيدي الخونة كلاً من جانبه يدمر ويحرق.

لثورات الجمهورية الوفاء ورحم الله قادة الثورة ، لنوفمبر الوفاء ، ولكل الشهداء .

يمناً واحداً سعيداً لا يحزنه جبان .

يمنٌ فهرسه كلمات الشاعر الراحل عبدالله البردوني رحمه الله : 

يمانيون في المنفى

ومنفيون في اليمنِ

جنوبيون في صنعاء

شماليون في عدنِ