من يشاهد للصور العفوية ، لكتائب القسام أثناء تسليمهم لأسرى اليهود للصليب الأحمر ، بظهور تلك المشاعر لأسرى اليهود ، وهم يودعون كتائب القسام ، مستخدمين حركة الأيادي بروح عفوية عاطفية ، لما لاقوه من حسن المعاملة رغم شدة هول الحرب ، المدمرة للبنية التحتية ، كل تلك المواقف أبهرت العالم ، من صنع تلك الكتائب لما قدمته من أروع صور الإنسانية ، أضافة إلى الملاحم البطولية الفدائية مع وطنهم وأهلهم ، رغم فارق العتاد بين القوتين ٠فدلالات تلك الرسائل التي تصنعها كتائب القسام ، تجعل الجميع يبحث عن سر تلك المعاملات العفوية والمشاعر الإنسانية مع الخصوم ، فنجدها نابعة من التربية الإسلامية التي تعلموها من ديننا الإسلامي بسيرته العطرة ، وكم كنت أتمنى من جيوشنا العربية والإسلامية ، بأن يتعلم سجانها من تلك المعاملات التي شاهدناها لكتائب القسام مع أسرى اليهود ، رغم إنهم ليس من ملتهم ، وشتان بتلك الصور ومشاهدها ، مع واقعنا العربي المؤلم ٠فحدث بلا حرج من سجون العروبة في عصرنا هذا ، فمنهم من يموت ، ومنهم من يصاب بامراض نفسية وعصبية ، ومنهم يخرج من السجون شخصا آخر ، وبتركيبه آخرى ، ناهيك عن من لا تجد اسما له في تلك السجون ٠فكتائب القسام قدمت نماذج كثيرة لم نجدها مع الجيوش العربية ، لا في الشجاعة ، ولا في المعاملات الإنسانية ٠فهل سيتعلم حكامنا وجيوشهم من هؤلاء الأبطال ؟!أم إن العرب لهم واقع آخر ، يوافق دولهم الفقيرة ، بسياسة حكامهم ٠نترك الأيام القادمة ، لنتعلم من تلك الكتائب المزيد من الدروس والمواعظ ٠