آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-12:33م

ياهوان الامة

الثلاثاء - 21 نوفمبر 2023 - الساعة 06:01 م

احمد الجعشاني
بقلم: احمد الجعشاني
- ارشيف الكاتب


يا هوان الامة تضرب غزة امام اعيننا واعين العالم وتنتهك الحرمات ويقتل الأطفال والنساء كما انتهكت  العراق حين قتل الثور الأبيض وتوالت السكاكين والذبح في الامة سوريا وليبيا واليمن ونحن في ظل معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني و بدل من يد واحدة أصبحنا أياد متفرقة وما أشبه البارحة باليوم رغم أن الاحداث التي تتوالى صراعا ولا مجال للمقارنة ما بين الحرب العربية مع الكيان الصهيوني حين كنا أمة واحدة وما يحدث من تصالح وطلب السلام من العرب مع إسرائيل العدو التاريخي للامة العربية والإسلامية وذلك لأجل السلطة والحكم واستغل الكيان الصهيوني والأمريكان ذلك في حيادية مصر خاصرة الامه وقوتها ، مصر صلاح الدين والظاهر بيبرس  .

وما يحدث الان  في أمتنا سوريا وليبيا واليمن شاهد على ذلك لقد استطاعت أمريكا تنفيذ مخطط الكيان الصهيوني في هزيمة العرب ليس بيدي بأيد عمر ذلك هو المغزى جعلوا منا قتلة وخلقوا فينا الإرهاب نقتل بعضنا البعض ويصيبنا الخوف والرعب نتفرق ونهرب خوف وجزع إليهم لاجئين طالبين الحمى والأمان  بينما هما من وضع السم في العسل وهم من خطط لهذه الفتنة بين أمة العرب و عزل آلامه العربية والإسلامية وإعادة ورسم اتفاقية سايس بيكو بتجزئة المجزئ وتقسيم الدول العربية الكبيرة من خلال الطوائف الدينية والأقليات العرقية وكما قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في مقال سابق له ان مخطط الشرق الأوسط الكبير كان معدا منذ عام1983م لتأمين دولة إسرائيل وحمايتها من تنامي الدول العربية المحيطة بإسرائيل وخاصة مصر والعراق وسوريا دول الطوق والمواجهة بعد حرب أكتوبر ولو اعدنا النظر لما يحصل الآن في المنطقة العربية والصراع العربي لوجدنا أننا امام سيناريو كان معد من قبل وأن تنفيذه جاء الآن وان كل المعطيات والدلائل تشير إلى ذلك ابتداء من الحرب العراقية بين الطوائف السنية الشيعية وبإشراف أمريكي صهيوني والحرب في اليمن بين أقلية من الطائفة الشيعية وسيطرتها على مقاليد الحكم وذلك للضغط على محيطها الإقليمي لدول الخليج وبالذات المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين ودول الخليج الغنية بالنفط وجعل الإسلام مصدر الإرهاب وضع المسلم العربي بين المطرقة والسندان لا يستطيع ان يقول انا مسلم والإسلام برئ من الإرهاب والحرب في ليبيا وسوريا واليمن  التي لم تتوقف حتى تصل الجماعات الإرهابية إلى عمق مصر الدولة العربية الكبرى وفي مقال سابق اسمه   "حدود الدم "لفقيد القلم الكاتب الكبير نجيب يابلي الذي أوضح  فيه ( أن دور العمل ألاستخباري الأمريكي في المنطقة و حديث كوندليزا رئيس أنها تبنت مفهوم الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط في مقال لها في صحيفة واشنطن بوست ومعنى الفوضى الخلاقة هي خلق من الفوضى و عصيان مدني ضد الأنظمة الحاكمة وتشجيع الأقليات العرقية والطوائف المذهبية على الخروج المسلح ضد الحاكم وهو ما حدث باسم الربيع العربي.)

في منتصف السبعينات او نهايته  اطل علينا شاعر عربي مبدع والذي لقب بأمير شعراء الرفض أمل دنقل في قصيدة رائعة وكانت إشارة واضحة وعلامة فارقة لرفض هذا الهوان والذل في معاهدة صاغه الصهاينة والأمريكان في كامب ديفيد معاهدة سلام مع الكيان الصهيوني وعصابة الرق والابتزاز من الأمريكان وقال فيه كلمة الأمة في قصيدته الرائعة وهى (لا تصالح ) و فيها "

لا تصالح ولو منحوك الذهب

أترى حين أفقأ عينيك

ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى.. والى أخر القصيدة وهي قصيدة طويلة من عشرة أجزاء . ونشرت هذه القصيدة بينما كانت مصر حينها مصر السادات توقع معاهدة السلام مع الكيان الإسرائيلي وجاءت هذه القصيدة تعبير صادق وضمير حي عن رفض آلامه العربية لهذه المعاهدة معاهدة كامب ديفيد المشؤمة  بعد الانتصار الكبير الذي حققته مصر والعرب في الحرب وكان لها أثر كبير في نفوسنا حين كنا طلبة وانتشرت واشتهرت بيننا كطلبة ورددتها الإذاعات والتلفزيونات العربية بعد المقاطعة العربية وأحسست أن هذه القصيدة قد أفضت ما في نفوسنا وهكذا ظلت هذه المعاهدة كمسمار جحا في خاصرة العرب واستغل الكيان الصهيوني والغرب المعاهدة في حيادية مصر أمة العرب وجه الحضارة ونواة الأمة العربية والإسلامية وقوتها خير جند الأرض .

ولعل من أهم الإشكالات التي استغلها اليهود الصهيوني الأمريكي والعالم الأوروبي فينا نحن الأمة العربية أننا إلى الان لم نستطيع من خلال هذه المسيرة الطويلة التي ربما تجاوزت نصف قرن وأكثر منذ استقلال الدول العربية وانتهاء الاحتلال الأجنبي فيها أننا لم نهتم بالجيل ولم نزرع الأمل للمستقبل  ولم نهتم وبالتعليم لم نكن قدوة إلا في الفساد والصراع على السلطة .