آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-09:35م

الاتفاق السياسي

الجمعة - 17 نوفمبر 2023 - الساعة 05:36 م

محمد الثريا
بقلم: محمد الثريا
- ارشيف الكاتب


بعد أن أصموا أذان الناس لسنوات في التغني بقدرة قيادتهم السياسية وحكمتها في إتخاذ القرار الصائب يعود بعض النشطاء السياسيون اليوم للتعبير عن مخاوفهم وخيبة أملهم تجاه ما تذهب إليه قيادتهم حاليا في الرياض بالإنخراط كليا في عقد إتفاق سياسي مرتقب لايلبي حاجة جمهورها أو حتى الحد الأدنى من قائمة الشعارات التي ظلت تسوقها لأعوام.

ولعل الحاجة لدى هؤلاء في ضرورة الإستفادة من نصائح الآخرين تبرز اليوم في إعادة تذكيرهم ببعض ما تمت الإشارة إليه قبل عام واعتبروه يومها تشكيكا بواقع القيادة ومساسا بقناعات الموالين لها.

إليك واحد من عشرات المنشورات :

قال أحد الثعالب :

أيها الذئب علمني كيــف أعيش فى هذه الحياة ..!

قال الذئب :

أذهب واقفز من تللك التلة !!

قال الثعلب : لكــن سوف تنكسر قدمي !

فقال له الذئب : لاتقلق سأمسك بك ..

وعندما قفز الثعلب لم يساعده الذئب .

فقال الثعلب : لماذا لم تُمسك بي؟!

قال الذئب : هـــذا أول درس؛ لاتثق بـأحد .

أولئك الذين منحوا الخارج كامل الثقة ووضعوا جميع بيضهم في سلة واحدة تحت تصرف الرعاة، ربما ليس عليهم اليوم سوى تحمل نتائج ذلك الخيار والسير فيه دونما إمتعاض أو حسرة.

كم هو مزعج ومؤسف أن ترى عقب كل تلك السنوات عودة القوم إلى مربع الشعارات الصاخبة في حين أنه يتعين بلوغهم منذ مدة لأغلب الإستحقاقات التي ظلوا ينشدونها، فقط لمجرد حسابات قاصرة، وثقة لم تكن في موضعها الصحيح.   

محمد الثريا