آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-08:53ص

تدمير_المجتمعات_بتهجير_الخبرات

الجمعة - 17 نوفمبر 2023 - الساعة 01:51 م

عبدربه الزهري
بقلم: عبدربه الزهري
- ارشيف الكاتب


لا أسهل ولا أنجع وسيلة  لتدمير أي مجتمع كان ، من منهجية وسياسة تهجير عقوله المبدعة ، وتنفير كوادره المنتجه ، وتجفيف منابع خبراته المبتكرة والمفكرة ..* 
*ومن الغريب جداً ، بل والمثير للريبة و الشك و التعجب هو مايحدث حاليا  من تجفيف لمنابع الخبرات وشلالات الابداع  التي على اياديها تتدفق و تنعم المجتمعات بالاستقرار المجتمعي والنفسي وذلك من خلال منهجية التجفيف المتبعة للخبرات، والتهجير القصري المتعمد للكوادر الإدارية الفاعلة في كل المجالات الخدمية والتنموية والاجتماعية الضرورية لهذا المجتمع "*

*إن سياسة التطفيش لتلك الكفاءات المثقفة ذات الخبرة الطويلة التي تتحلى بهامش كبير جداً من المصداقيه والنزاهة والشفافية والقبول لدى عوام الشعب وتسارع منهجية ووتيرة إستبدالها بأخرى لا تمت بأي صلة " لا من قريب ولا من بعيد" بالعمل الاداري لتلك المرافق الحكومية الخدماتية ماهي إلا الكارثة التي ستدمرنا لامحالة مالم نتداركها سريعا ونعمل سوي على وقفها*

*فالحقيقة إن هذه الظاهرة المدمرة قد أصبحت ملفتة للنظر بشكل واضح و ملحوظ و منتشرة كإنتشار النار في الهشيم خاصة في وطني الجنوبي المثخن بالجراح "  وهذا إن دل بطبيعة الحال فإنما يدل على أن هناك اصابع يكسوها التلوث تدير منهجية وسياسة منتظمة لممارسة عبث غير مسبوق بحيوية العمل الإداري الصحيح ، ودليل خلل كبير من شأنه أن يخلق نوع من الإنهيار الإداري والفني والذي بأنهيارهما يتأتى الإنهيار الخدماتي في المجتمع ، وبالتالي كلما كان هناك انهيار اداري كلما تأخرت أكثر وأكثر عملية الدوران لعجلة النهوض الذي يتطلبه ذلك المرفق أو المؤسسة أو الادارة الحكومية، وهو ما يؤثر على عجلة التنمية المجتمعية ،*

*إن الإنهيار الإداري لأي مؤسسة أو مرفق أو إدارة يجعل منها مرتع خصب للفوضى والمحسوبية والفساد الذي يسعى له كل من يعمل على ترسيخ هذا النهج بإصرار شديد من مرضى النفوس وضيقي الأفق وفاقدي البصر و البصيرة* .

*وعليه .. لن يجدينا نفعاً ونحن على أعتاب هذه المرحلة الحرجة من مراحل بناء أنفسنا كمجتمع جنوبي عانى ومازال يعاني من ويلات الحرب وما بعدها،  أن نفرغ مكاتبنا الإدارية من عقولها وكوادرها وخبراتها التي تمرست ولسنوات طويلة مضت بالعمل الإداري والميداني وأصبحت في محل الثقة وتمتلك رصيداً وافراً جداً ، ومتراكماً من المعرفة العلمية والخبرة الإدارية الطويلة والسيرة الحسنة التي تضمن لمرافقها ومؤسساتها التي عملت فيها  النهوض و التميز ، ولن يجدينا نفعاً إن نحشوا مرافقنا ومؤسساتنا وإداراتنا الحكومية بعقول شبة فارغة إن لم تكن فارغة أصلاً .. وغير ناضجة إدارياً وثقافياً وعلمياً كبديل عنها* .

*إن المحافظة على العقول المتميزة بالخبرة الطويلة ، والكفاءة المهنية العالية هي رأس مال هذا الوطن الغالي و ارضيته الصلبة التي سترتكز عليها أُسس البناء المتين ، و أعمدة التنمية المستدامة المطلوبة كشرط أساسي للتقدم واللحاق بركب العالم المتطور في شتى بقاع الأرض*

*#ونقول...* 
*إن التغيير الايجابي كمبدأ وسلوك حضاري مطلب ملح ومفيد للعمل شريطة أن يكون " البديل أفضل " ولايمكن أن يقف أحد مخلص ومحب لوطنه وأُمته ضد هذا المبدأ إطلاقاً .. ولكن أن يصبح البديل ناتج عن مصلحة شخصية أو علاقة أُسرية أو مناطقية أو عنصرية فهذا مالا يقبلة عقل سليم يرجو الخير والصلاح لهذا الوطن .. بل إنه الهدم والتدمير الذي سيعيدنا للخلف أكثر بكثير مما نحن فية الآن .. وسيجعل منا اسرى للتخبط والضياع والتراجع  مدى الحياة*

*ان إستثمار الخبرات وتسهيل عملها وتذليل الصعاب أمامها وتنميتها وتشجيعها هو المفتاح الذهبي الذي سيفتح كل ابواب النجاة المغلقة ونوافذ التطور الموصدة التي ستشرق منها أشعة شمس الجنوب الساطعة في سماء الإبداع والإزدهار و التألق والنماء*

*حافظوا على العقول المنفتحة والكوادر النزيهة المؤهلة، والتي تعد من أغلى ثروات البلاد واغناها وأكثرها أهمية ولا تحاربوها أو تدمروها لأن الوطن يتسع للجميع ويحتاج لكل أبناءه وكوادره وخبراته هذا إن كنتم تفقهون وتعلمون.*