*فساد الزمان!!*
*مشتاق عبدالرزاق*
▪️من النادر جداَ أن نجد في زمننا، إنساناً- أي إنسان - لايشكو من "جور" الزمان وظلمانه وفساده، حيث صار موضوع "فساد الزمان"،من المواضيع التي يكثر تكرارها على ألسنة الناس، على مختلف فئاتهم وانتماءاتهم ومشاربهم.▪️وللأسف الشديد يأتي كل جيل، ويذمّ زمانه، ويُثني على زمان مَن كان قبله،حتى صار موضوع "فساد الزمان" عملية تتنامى وتتزايد مع مرور الأعوام وتعاقُب الأجيال.▪️وصدق الشاعر "إبن الرومي" حينما قال: شعار الفتى ذمّ الزمان الذي أتى .. ومن شأنه مدح الزمان الذي مضى.▪️إذاً .. هل فعلاً يفسد الزمان؟ وهل للزمان فترة صلاحية مُحددة، إن تجاوزها أصابهَ الفساد في ذاته، أم في الناس الذي يعيشون فيه؟▪️قد يقول (الأول) بأن الناس في توجيههم اللوم للزمن، ويجدون راحة وتنفيساً،نظراً للقلق والضيق والتعاسة التي يحسّون بها، وهم يعيشون في زمن يقولون عنه بأنه فاسد!!▪️وقد يقول (الثاني) بأن الزمن الذي يعيشه "فاسد".. أتعرفون - أحبتي القراء الكرام - لماذا ؟ لأنه أصلاً اعتاد لوم الحظ والشكوى من الحياة بمرارة، كلما أصابته الخيبات أو وقع في الأخطاء المُحبطة!!▪️فيما يقول (الثالث) بأنه يعيش زمناً عمّ فيه الفساد والبلاء، لكنه بريء - براءة الذئب من دم إبن يعقوب - ليس هو وحده بل مع كل البشر الذين يعيشون معه، وذلك مما يحصل في زمنهم التعيس الفاسد!!▪️(العبد لله) يعتقد - وقد يكون خاطئاَ - بأن البشر هم المًقصرون في حق الزمان، ولا ذنب للزمان مما يحدث فيه من ويلات ونكسات وأزمات و.. و..!!▪️وكم كان رائعاً شاعرنا العربي الأصيل "أبو العلاء المعري" عندما أبدع في إحدى قصائده الشعرية، وقال:نشكو الزمان وما أتى بخيانة.. ولو استطاع تكلُّماً لشكانا.▪️اللهم إبقِ بلادنا دائماً شامخة قوية، وفي حضنك الحصين..يا قوي يا متين،إنك نِعم المولى ونِعم المعين. *فاصلة أخيرة* (لن ينهزم أبداً شخص متصالح مع نفسه، يرى عيوبه بقبول، يعتذر إن أخطأ، ويُحاول جاهداً ألا تُحرّكه الكلمات، يعطي بلا شروط، يقاوم العواصف ويؤمن بأنها ستمرّ .. يعيش مُتفهماً أن الحياة لا كمال فيها، وأن المرء لن ينال إلا ما كتبه الله له )!!
