لمواقف الحكومات العربية تجاه المجازر الصهيونية والإبادة الجماعية ، التي ترتكبها إسرائيل في غزة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م أثركبير في نفوس الشباب المتحمس لنصرة غزة ، والممتعض من موقف النظام الرسمي العربي ، الذي لم يرق لمستوى ما يجري في غزة من مذابح ، أصابت الشارع العربي لاسيما الشباب بصدمة كبيرة ، وحيرة وذهول وإحباط ، من موقف الدول العربية ، التي بدت وكأنها فاقدة الحيلة تضرب كفا بكف ، تتفرج لغزة وهي تباد ، مكتفية بالتنديد والشجب والاستجداء من الصهاينة وقف إطلاق النار ، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، ما ولد لدى الشباب إحساسا كبيرا بخذلان الدول العربية لغزة ، ورفضا لموافقها ، عبروا عنه من خلال المظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية ، ناهيك عن ما أظهروه في وسائل التواصل الاجتماعي من سخط وغضب شديدين ، لردة فعل الدول العربية الخجولة والمهترئة عما يجري في غزة من عدوان واستئصال لشعب أعزل .
الشباب اليمني أدرك من خلال جرائم الاحتلال الإسرائيلي ، وتواطؤ ودعم الدول الغربية لها ، زيف ادعاءات هذه الدول المتشدقة بحقوق الإنسان والديمقراطية ، بينما هي تقدم الإسناد منقطع النظير للصهاينة ؛ لإيادة الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته ، وتولد لديه الوعي الكامل بممارسة الغرب النفاق السياسي ، وكيله بمكيالين ، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالعرب وقضاياهم ، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، وبالتالي ترسخ لدى الشباب اليمني قناعة أن الغرب لن يفهم إلا لغة القوة والكفاح المسلح ؛ لانتزاع الحقوق والحفاظ على كينونة الأمة العربية والدفاع عن قضاياها .
من المؤكد أن ما ترتكبه إسرائيل من جرائم ممنهجة بحق غزة على مرأى ومسمع من العالم ، بل وبدعم سخي من أمريكا وكبرى الدول الغربية ، ستظل آثارها لفترة طويلة ، لن تمحى من ذاكرة الشباب وستظل صور الأطفال والنساء والأحياء ، التي سوت بالأرض والمستشفيات ومخيمات النزوح عالقة في أذهانهم ؛ ما سيثير في الشباب الرغبة في الانتقام من إسرائيل والدول الغربية التي تقف معها ، وهو ما قد يدفع الشباب للانخراط في أي جماعات مسلحة ، تستهدف مصالح إسرائيل والدول الداعمة لها ؛ عبر القيام بعمليات انتحارية او أي أعمال مسلحة ، من شأنها أن تحدث أي إصابات محققة بشرية أو مادية ذات العلاقة بالعدو الصهيوني ومن يقف وراءه .
#عبدالواسع_الفاتكي