مشتاق عبدالرزاق
▪️تُقاس حركةالمجتمع - أي مجتمع- بمدى انحيازها لشروط التحديث على مستوى الفكر والممارسة، وبمدى سعيها الدائم صوب ما يجعلها أكثر انحيازاً للإنسان بكافة اتجاهاته، بل وأكثر إيماناً بأهمية إيجاد مساحات من الوعي عبر الثقافة والثقافة المُضادة، والرأي والرأي الآخر، والقبول بالآخر، بكل ما يعنيه هذا الآخر من اختلافات ورؤى قد تبدو مُتباعدة أو متقاربة، وقد تبدو أكثر تسامُحاً أو أكثر تطرُّفاً!!
▪️وحركة المجتمع التي يعنيها "العبدلله" في مقاله المتواضع هذا، هي تلك الحركة التي تؤمن بضرورة خلق حالة من الحراك الاجتماعي و"التعدُّدية" في كافة مجالات المعرفة والثقافة والسياسة، ذلك لأن "التعدُّدية" تُعتبر ملمحاً مُضيئاً، ودليلاً هاماً على أن المجتمع - أي مجتمع- لن يظلّ في حالة انسجام مع نفسه ومع مُواطنيه، إلا إذا وصل إلى صيغة وطنية وحضارية تنسجم وتتلاءم مع أحلام الحاضر وطموحات المستقبل.
▪️وتكمن قيمة المجتمع في أفكاره ومنظومة هذه الأفكار، وكيف يُمكن تحويلها إلى خطاب عام على كافة المستويات العلمية والثقافية والاجتماعية .. إلخ، حيث أن هذه الأفكار يصنعها ويُصيغها "النُّخبة" على مختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم!!
▪️يقول صديقي الأستاذ الدكتور/ سمير عبدالرحمن الشميري، الذي أهداني كتابه الجديد، الموسوم : "شخصيات وقضايا سوسيولوجية في مجتمع عليل"، الصادر قبل عدة شهورمن العام الجاري 2023م، وطُبع في"دار النخبة للنشر والطباعة والتوزيع" في الشقيقة مصر، يقول في صفحة59في مقال بعنوان:"قامة سوسيولوجية سامقة": (مجتمعاتنا لا تعرف قيمة القامات العلميةوالثقافية والسوسيولوجية والفنية المُبدعة، إلا بعد مماتها.الأنظمة القمعية والعقليات الصلدة والواقع الاجتماعي المتخلف يطمر الأعمال الجليلة لمن تركوا بصمة لامعة في جبهة الزمن . وثمة نُخب مريضة مُتهالكة تطمس آثار رجال العلم والمعرفة بغرور صبياني، ومسلك غير صحيح وبعقلية الرعاع والغوغاء ولعبة المناورات والخداع).
▪️أجل .. القفز فوق الأشياء، وفوق الزمن في ظل غياب رؤية علمية، وفي ظل وجود ثقافة الوجدان لا ثقافة العقل، سلطان الوجدان لا سلطان العقل، سوف يفضي إلى مُعالجة الأمور في إطار العاطفة، وسوف يُؤدي بالمقابل إلى الوقوع في الكثير من الأخطاء الفادحة والخطايا الكبيرة التي لا يُمكن أن تُسامح من قِبل الرأي العام، أو تُغتفَر من قِبل التاريخ!!
▪️باختصار أقول بأن التاريخ يقف بالمرصاد لمَن يُلحقون الضرر بأوطانهم ومُجتمعاتهم .. والسلام ختام.
*فاصلة أخيرة*
يقول الفيلسوف أرسطو : مِن إيجابيات الظروف الصعبة أنها تُعيد ترتيب أماكن الأشخاص، وتضع كل شخص في مكانه الحقيقي.