آخر تحديث :الأحد-22 سبتمبر 2024-02:57ص

بنطال معلم عليه ألف رقعة

الثلاثاء - 07 نوفمبر 2023 - الساعة 07:27 م
منصور صالح الشوكي

بقلم: منصور صالح الشوكي
- ارشيف الكاتب


يبقى المعلم حجر الأساس لبناء الأوطان، ويبقى عمله عمل الأنبياء عليهم السلام ، فمهما تغيرت الأوضاع والأجيال ، ومها تطورت الأحداث في هذا الكون الواسع الذي يُقدس مكانة المعلم ، يظل المعلم راية تستحق التحية لتعود الأوطان معافاة.

المعلم اليمني يعد كبقية معلمي الأجيال في شتى بقاع الأرض، ويمتلك القدرة على إيصال الفكر لأدمغة الطلاب بطرق عجيبة ومبسطة، تجعل ذهن الطالب يسبح في أعماق المادة الدراسية.

المعلم اليمني سخر وقته وجهده في سبيل رقي وطنه المنهار، يتحمل أجيال بمختلف العقليات رغم الأمراض التي يسبب له الطالب، من عدم تقدير ، ومعرفة مدى قيمة المعلم اليمني.

لا يمكن لأي معلم في الأرض أن يقدم ما قدم ويقدم المعلم اليمني، أو أن يتحمل ما تحمله معلمنا، فالمعلم اليمني ما يزال صامد بين عواصف الجوع والفقر وانقطاع المرتب لما يزيد عن عشر سنوات ، تخيل معي أن ينقضي عليك وعلى أسرتك اثنا عشر شهراً دون أن تجد ما تسد به جوعك ، وما يزال عملكَ مستمر كل يوم.

هذه إحدى المسلمات التي لم يؤمن بها أحد من موظفي الدولة عدا المعلم ، تخيل معي أن تكون في أحد كراسي القاعة الدراسية ، ويقف أمام وجهكَ إنسان ذو بنطال ممزق ، وعمامة بالية ، وحذاء عمره سنين ، ويستطيع أن يتعامل مع المعادلات الكيميائية ، ويتحدث باللغة الإنجليزية ، وله قدرة على التعامل مع المسائل الرياضية بتمكن عالٍ ، ستصاب حينها بحالة عدم القدرة على استيعاب درسك ، وأسئلة كثيرة تردد على ذهنك : لمَ المعلم اليمني مهضوم لهذا الحد ؟! .

لله در المعلم اليمني الصامد رغم ظروفه التي يكابدها بمفرده ، كان الله في عونهم ، ورحم الله من مات منهم ، نسأل الله أن يرزقهم عافية لا تنقطع.

المعلم اليمني رمزاً من رموز العظمة.