آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-08:40م

لمــاذا غـــــز ة ؟!

الإثنين - 30 أكتوبر 2023 - الساعة 09:46 ص

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


نستقبل أخبار غزة الأبية، دار العزّة والأنفة، وحكاية المجد التي نفتخر بها، أمام خذلان العالم كُله.
فلماذا كل هذا الحقد المتمثل بمانراه من تدمير بأسلحة ثقيلة لمدينة صغيرة محاصرة؟
حتى من الأشقاء(…) للأسف الشديد!
إن قطاع غزة، يعتبر مدرسة نتعلّم منها حكايات البطولة والشهامة، من تلك الملاحم العظيمة التي يسطرونها، والتي نراها بعين اليقين، صمودا أسطوريا لبقعة صغيرة أمام أعتى قوى العالم وأسلحته.
غزة تقدم اليوم أشلاء أبنائها أمام الطغاة ولا يرهبها العدوان العالمي....
لماذا غزة؟ يضربها هذا العدوان بكل ما أوتي من قوة، ننظرها في شلالات الدماء، ومجازر الأشلاء، لأطفال في عمر الزهور !
لمثل هذه المناظر، يذوب القلب من كمد إن كان في الجسد قلب !!
لماذا غزة؟
يرمونها على أعين قادة شعوبنا بآلة الحرب بهذا العنف المفرط للقوة ، لكن صدق رسول الله, صل الله عليه وسلم، حين قال: " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت". هذه هو المختصر المفيد ، في فهم أمتنا وحكوماتها، والتي تسعى إلى التطبيع مع كيان زرع بالقوة في أرض الغير....
هذه هي حقيقة اليهود، وهذه طبيعتهم ونفسيتهم التي حذرنا إلاسلام منهم ـ لا عهد لهم ـ ولا مواثيق يلتزمون بها، لايعرفون غير القوة، هي اللغة التي يمكننا مخاطبهم بها.
إن التعايش السلمي معهم كذبا وخداع....
ما هي جريمة أهل غزة حتى وقف معهم حكام العرب والعجم على مقاطعت غزة وحصارها وإبادتها على أيدي هؤلاء الطغاة الذين لُعنوا أينما ثقفوا،
وهم أشد الناس عداوة لنا!
لماذا أمطرت دول العدوان العالمي صواريخها، وأنزلت سموم حقدها على غزه الأبية؟ لماذا غزة قدرها الحصار والتجويع، والحرب والترويع؟ 
ما هي جريمتهم؟
جريمتهم؛ لأن غزة إرادة الحرية، إرادة إستعادة أرضها، جريمتها أنها تحتضن بين جنبيها أبطال فلسطين، الذين أعلنوا المقاومة والجهاد أمام الإملاءات ...
جريمتهم؛ لأنهم قالوا: لا لتهويد القدس.
جريمتهم؛ لأن رجال غزة رفضوا منطق الاستسلام باسم السلام، أمام من لا يؤمن بعهد ولا ميثاق. رفضوا حياة الذل والترقيع والهوان؛ لأنهم الأبطال الذين قالوا للأمة بعز وشموخ:
لا تبكوا على الشهيد فعندنا مولود جديد يذكر بني صهيون إنه لاوجود لهم وأنه قادم بحربته إليهم ...
فأنتم أصحاب البأس، وانتم من ذاق الإحتلال الذعر وعدم الإستقرار.
فتحية إجلال إلى أولئك الرجال الذين صدقوا ما عهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا.
فقد قطعت الدول عنهم مقومات الحياة، الماء والطعام والكهرباء والدواء ولا إغاثة لهم، ولو استطاع العالم أن يقطع عنهم الهواء لفعل!!
فيا شعب غزة ياقناديل مضيئة تضيء دروب الأمة وهذا هو الذي عوضك عن الحصار.
إنها المعجزة أن تتوالى دول العالم  لخدمات المحتل وجيشه الرابع على مستوى العالم، وعجز عن أخذ المبادرة بنفسه أمام جماعة محدودة السلاح، ومحاصرة في رقعة صغيرة،
تمنعهم مرات من التوغل في مدينة غزة.
لقد دبّ الذعر في جنود العدوان من هؤلاء....
فتحية إكبار وإجلال لهؤلاء المجاهدين على أرض فلسطين:
تحية لفتية كأسود الغاب ليس لديهم غير السلاح العادي، في أيديهم ، لكن ما خفي أعظم من سلاح الإيمان المفقود في الجانب الآخر!
هو الفرق، وهذا من بداية فجر الإسلام والمسلمين ، لايخوضون معركة إلا كان العدوان أكثر في العدة والعتاد...
وتنهي تلك المعارك بنصر المؤمنين.
نصر الإيمان!!
لقد عرفنا لماذا يطلقون سمومهم القاتلة، وقنابلهم الحارقة، والحاصر الدائم لغزة!!!