آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-02:48ص

دموع النازحة

الجمعة - 27 أكتوبر 2023 - الساعة 08:45 م

محمد علي الطويل
بقلم: محمد علي الطويل
- ارشيف الكاتب


بينما كنت برفقة اثنين من اصدقائي في مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين صباح اليوم الجمعة ٢٧-١٠-٢٠٢٣م واثناء انتظارنا على متن السيارة للسائق الذي كان في صالون الحلاقة واذا بامرأة في العقد الرابع من عمرها اقبلت علينا ومعها طفل وطلبت المساعدة منا فوضع صديقي  يده في جيبه ولم يجد شيء من المال ومن خلال سماعي لكلماتها ادركت بانها من محافظة الحديدة ومن باب الفضول بادرت بتقديم السؤال لها هل انتي من الحديدة ؟ 
اجابت علي بنبرة حزينة انا من الحديدة نازحة ولم استطع العودة إلى منزلي في الحديدة وظروفي يعلمها الله وانهمرت بالبكاء من شدة الالم واضافت امي كانت مريضة ولم اتمكن من زيارتها نتيجة ظروفي الصعبة وتوفيت دون ان اراها  وهذه مأساة بكل معاني الكلمة 
صمتنا دقيقة من هول الصدمة ثم نادى صديقي على احد اصدقائه من اصحاب المحال التجارية في نفس المكان وطلب منه ماتيسر فوافق فذهب الطفل وتسلم المساعدة 
تحدثت المرأة قائلة والله ان ظروفنا صعبة ومستاجرة منزل في منطقة الجول بثلاثين الف ريال في الشهر وعندي ايجار شهرين لم استطع التسديد ومالكة المنزل تضغط علي وتطالب بالايجار وانا لا املك شيء حتى اولادي ماقدرت ادرسهم 
قاطعتها وقلت لها زوجك هل يعيش ؟
فقالت نعم ولديه ( عربية ) تقصد سيكل ثلاثة عجلات او كما يسمونها ( مجنونة ) عاطلة وبحاجة إلى توضيب بمائة الف ريال يمني وظروفنا صعبة يعلمها الله 
تأثرنا كثيرا بمعاناتها وقال صديقي سأبحث ان شاء الله عن من يساعدك في تسديد الايجار 
ففرحت قائلة جزاك الله خير يابني وغادرتنا والدموع تملأ عيناها  
فهذا هو حال الكثير والكثير من الناس البسطاء الذين يعانون الآمرين ويقاومون شبح المجاعة بشكل يومي ودفعوا ويدفعون ثمن الحرب العبثية .
أسأل الله ان يصلح احوال العباد والبلاد

محمد علي الطويل