آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-06:06م

أكتوبر المجيد ماذا بقي؟

الإثنين - 16 أكتوبر 2023 - الساعة 01:36 م

رشاد خميس الحمد
بقلم: رشاد خميس الحمد
- ارشيف الكاتب


لقد فجرت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة روح النضال وإرادة التحرير في قلوب أبطال الرابع عشر من أكتوبر المجيد فسطروا ملاحم بطولية خالدة وضحوا بأرواحهم الطاهرة الزكية حتى هزموا المستعمر البريطاني وأنتصرت الثورة ورسخت  السيادة ثم ترك لنا صناع ذلك الانتصار هذا اليوم العظيم ليكون نورا نهتدي به في عتمة الظلام كلما عاد الطامعون لينالوا من أرض الوطن .

يا تشرين لقد مضت ستون سنة من ميلادك ولازال يحيرني تساؤلا عجيب ماذا بقى من مكاسب ثورية لنحتفل بها ؟

لقد فقدنا كل شي حيث ضاعت السيادة وأستبيحت الأرض وسلمت الموانئ والجزر والبحار وعدنا إلى زمن الارتهان وعصر التبعية وأصبحت عاصمتنا بلقعا وأهلها يائسين حيث ضاقت بهم الارض بما رحبت وهم يكابدون الجوع والفقر ينخر في أجسادهم والمرض منتشر والأمن ضائع والغلاء فاحش والخدمات غائبة في معادلة ظالمة صار فيها الغريب صاحب البلد يديرها وينعم بخيراتها بينما أصبح ابن الوطن غريبا فوق أرضه ينفذ ما يملئ عليه ؟ إن ذلك لفظيع ؟ بل هو (عهد الاستعمار )عاد بثوب جديد فمتى ستعود يا أكتوبر المجيد؟.

يا تشرين العظيم آرايت كل ذلك الجحيم والبؤس وكيف ضاعت تضحيات أبطال نصرك التي من الواجب أن يحفظها الاحفاد فمتى ؟تخرج من أصلاب هؤلاء من يعشق النضال ويصنع الانتصار وينتزع السيادة ويفجر حمم جبال ردفان ليحرق بها كل طامع وعابث بخيرات الوطن التي من المفترض أن تكون لكل أبنائه.

حقا إننا بحاجة لصناعة إستراتيجية ثورية جديدة أكتوبرية ترسخ مصطلح استعادة الدولة والسيادة الوطنية على كامل التراب الوطني و تدعم اصطفاف وطني حقيقي يجمع الشتات وينبذ التفرقة ويمكن قيادات وطنية ثائرة تنويرية تقود الأحرار و تبدد الظلام وتنشر الوعي الثوري الطارد للغريب والرافض للتبعية والمناطقية والجهوية والعنصرية وكل وسائل المستعمر المتجددة.

والحقيقة الراسخة إن الشعوب الثائرة لا تخضع ولا تستسلم ولأتفقد الأمل مهما طال ظلام الليل الدامس فحتما ستشرق شمس الحرية بإرادة وطنية خالصة يصان في ظلها الوطن وتستعاد سيادته ويحافظ على خيراته ويعيش الشعب حياة كريمة وعيش رغيد على كامل تراب الوطن .