آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-12:10م

ياغزة…

الأحد - 15 أكتوبر 2023 - الساعة 12:49 م

د/ عبدالناصر الوالي
بقلم: د/ عبدالناصر الوالي
- ارشيف الكاتب


ستون عاماً على ذكرى ١٤ اكتوبر  المجيدة.فخر وعزة وكرامة ونصر بعد تضحيات جسام قادها شعبنا الابي الاعزل من السلاح المدجج بروح الفداء والمقاومة والتضحية ( مجانيين من فدائيي شعب الجنوب ) فجروا صراع مسلح ضد بريطانيا العظمى  الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس. 
وخمسة وسبعون عاماً على اخر احتلال واعتى احتلال في العالم جاثم على شعب فلسطين. 
مائة وتسعة وعشرون عاماً من الذل والهوان والقهر والسلب والنهب والقتل والتدمير لم تدع لشعبنا اي خيار سوى خيار المقاومة والتضحية من اجل الحرية والاستقلال. 
ثمن الحرية والعدالة والمساواة لا تحسب بالعدة والعتاد ولا تدخل فيها حسابات الربح والخسارة ولا كبر او عُظم حجم الخصم العدو والمحتل. هنا الخيارات محدودة فقط اما الشهادة او النصر. 
لو ان ثوار شعب الجنوب في حينها فكروا بحجم العدو وحجم الخسائر المتوقعة وما سيتحصل عليه من امداد ودعم لما تحرر شعبنا وما كنا في ما نحن فيه اليوم. ولو انا اجرينا نفس الحسابات في ٢٠١٥م لما خرج الحفاة العراة من ابناء شعبنا لمواجهة الة الحرب العسكروقبلية  ولما انتصرنا. 
ثلاثة مليون وثمانمائة الف قتلوا في فيتنام في حرب تحريرها ضد امريكا وانتصروا.١٧٦ الف قتلوا في افغانستان في حربها ضد الامريكان وتحرروا. مليون شهيد جزائري في حرب التحرير ضد فرنسا العضمى وتحرروا.
خمسة واربعون   عاماً ( 1948-1993)من نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا مع كل الاضطهاد والقهر والتنكيل وفارق القوة والمال والسلطة وانتهى وسقط وانهزم النظام وتحرر الشعب وانتصرت قيم الحرية والعدالة والمساواة. 
وما ملحمة النيجر الاخيرة ببعيدة عن الاذهان. قلة  شابة مع قلة في العتاد والدعم ضد فرنسا العظمى وحلفائها وانتصرت فكرة وقيم الحرية والعدالة والمساواة.  
ولن تكون فلسطين استثناء. ان السلطة والمال والقوة لا تعني الحق. ان فكرة الاحتلال باطلة وغير مقبولة من قبل العقل الجمعي للبشرية ومفهوم رفض الاحتلال والحرية والاستقلال مقبول من العقل البشري الجمعي. 
ان السلام والحرية والعدالة والمساواة حق لكل انسان ولا يمكن ان تمنح وتسلب حسب موازين القوة والسطوة. 
ان قلة العدد وضعف الامكانيات لا تعني انك على باطل وكثرة العدد وضخامة الامكانيات لا تعني انك على حق. 
اللهم صبراً وثباتاً ونصراً في فلسطين 
اللهم صبراً وثباتاً ونصراً لجنوبنا الحبيب. فالحصار هو الحصار والقهر هو القهر والمعاناة هي المعاناة والتجاهل هو التجاهل والغضب هو الغضب. والله غالباً على امره. 
( ان الله خلقك حراً،فكن حراً كما خلقت. الحر هو الذي لا يبيع عقله ولافكره ولا موقفه ولا وطنه للاخرين( الشهيد عمر المختار).تحياتي 
   ا. د. عبدالناصر الوالي