من يتابع الأحداث هذه الأيام من الواقع المؤلم في فلسطين ، وخاصة مدينة غزة ، سيستخلص الدروس الكثيرة من الثبات والصبر والأخاء والتراحم بين سكان هذه المدينة ، التي خلدت أروع الملاحم البطولية لهولاء الرجال ، والنساء والأطفال ، لما يحصل لهم من القصف العدواني من يهود اسرائيل ، لجميع المرافق الحيوية والسكنية على رؤوس سكان المدينة ، ومن هذه الواقع البطولي الذي تقدمه مدينة غزة للعالم الصامت ، لفت نظري واقع المستشفيات فيها ، لاستخلاص دروسا ، نتمنى أن يتعلم طاقمنا الطبي منها ، من هذه الدروس ، وجود الطواقم الطبية بجميع التخصصات في المستشفيات من دكاترة ومرضى ومتطوعين ، رغم هول الحرب ، تذكرت حينها للحرب الأخيرة ، لمدينة عدن لعام 2015 م، وكنت في مستشفى الجمهورية ، فغادرت جميع الطواقم الطبية ، من عنابر وأقسام مستشفى الجمهورية ، ولم يبق سوى الدكتورة الوحيدة التي أحتفظ باسمها في ذاكرتي ( ريم امان ) التي كنت أتمنى من رئيس الحكومة وزير الصحة ومدير المستشفى ، أن يكرموها بوسام الوطنية الإنسانية ، لأخلاصها المهني في خدمة المرضى انذاك ، هي والطاقم الطبي لقسم الفشل الكلوي ، بقيادة المخلصة الكادرة ، (نبيهه باماجد ) ، التي لن ينسى الناس بمواقفها الإنسانية النبيلة التي قدمتها مع مرضى الفشل الكلوي ، واستمرارها في عمل الغسيل الكلوي رغم هول المعارك المحيطة بالمستشفى ، فصبرا جميلا والله المستعان على حكامنا ومسؤلينا لصمتهم مع هولاء المخلصين ، ولكن لكم الأجر والثواب من ربكم ، فمن أحياها ، فكأنما أحيا الناس جميعا ، كما إن هناك روح إنسانية للمرضى في غزة ، يجب أن نتعلمها ، فمن المرضى من يجد أصابته لا تحتاج للبقاء في المستشفى ، يغادر المستشفى بكل روح أخوية ، ليتعالج غيره ممن إصاباتهم بليغة، وهذه صورة إنسانية نفتقدها في مستشفيات واقعنا اليمني ، كما لفت نظري من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ، لمستشفيات غزة ، الانضباط بالزي المهني للأطباء والمرضين والمتطوعين ، أيضا وجود المولدات الكهربائية المتعاقبة في تشغيل الكهرباء ، وكأن المدينة ليست في حرب ، أيضا ووضع الاحتياطات للوقود لها ، أيضا نظافة المستشفيات رغم السيول المتدفقة من جروح المصابين ، الكل يعمل بروح الوطنية والإنسانية ، ناهيك عن البقاء والصمود لكثير من الطواقم الطبية داخل المستشفى ، بعيدا عن عائلاتهم خدمة للإنسانية والوطن ، أي صورة وروح تقدمها مستشفيات غزة ، لنتعلم منها دروسا للمستقبل ، وإن فاتنا الكثير ٠عن مستشفيات غزة أنقل لكم ، لتتعلم مستشفيات مدننا بطواقمها الطبية ، لتلك الروح التي نفتقدها في واقعنا اليمني المؤلم ٠