آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-11:22ص

طوفان الكرامة

السبت - 14 أكتوبر 2023 - الساعة 07:23 ص

رشاد خميس الحمد
بقلم: رشاد خميس الحمد
- ارشيف الكاتب


لقد أعادة عملية طوفان الأقصى إلى الأمة روحها العظيمة وأيقظتها من سباتها العميق  وذكرتها بأمجادها الخالدة فأبطال ذلك النصر هم ثلة مؤمنة صابرة بأرض غزة الصمود التي أذلت وهزمت ذلك الجيش الذي لا يقهر  وجرحت غروره  وأسقطت نظرية الردع التي يتبجح بها و أرتبك ذلك الجيش الهزلي أمام كبرياء  المقاومة وشموخها التي سطرت معادلة جديدة في ذلك الصراع المحتدم  .

بعد كل ذلك  ترسخت في أذهان قيادات العدو نظرية الانتقام من كل شي بأرض غزة فأرتكبت قوات الاحتلال إبادة وحشية  حيث دمرت الأحياء السكنية وهدمت المباني فوق رؤوس ساكنيها وأحرقت جثث المساكين واستهدفت الطواقم الطبية وقطعت الماء والكهرباء والغذاء وكل ذلك يعد خرقا للقانون الدولي الإنساني و إبادة جماعية بحق المواطنين  يدل على الحقد الدفين في قلوبهم وأيضا محاولة لفصل المقاومة عن حاضنتها الشعبية و الضغط على المدنيين  ليهاجروا من غزة حتى يتم إحراقها بمختلف أنواع الأسلحة المحرمة ولكن خابت مساعيهم وظلت غزة تسطر صمود أسطوري عظيم وتقدم قوافل من الشهداء الأبرار الذين  ستنبت كل قطرة من دمائهم الزكية الطاهرة   مقاوم وثائر في وجه الكيان المحتل حتى يهزم شر هزيمة بأذن الله تعالى .

لقد نجحت إستراتيجية المقاومة في تشتيت العدو وتوزيع قواته بمختلف الجبهات ومن ثم أشعلت النار في كل شبر من الأراضي المحتلة بصواريخ المقاومة المباركة التي غطت جميع الأراضي المحتلة بقوة وكثافة مما يرسخ أسلوب جديد من الندية والمعاملة بالمثل والذي يدل  على التخطيط الجيد لهذه المعركة بأسلوب هجومي بارع أبقى العدو مرتبكا ومشتتا.

إن بعد النجاح الهجومي العظيم بعد مرور أسبوع على أنطلاق طوفان النصر سيمنح المقاومة معنويات عالية جدا في المرحلة القادمة الدفاعية بعد أنطلاق العملية العسكرية للعدو التي أسمها السيوف الحديدية التي بعون الله سوف تتحطم تلك السيوف البالية أمام قدرات المقاومة الباسلة وخططها القتالية المحكمة وأسلحتها النوعية والتجهيزات على الأرض التي ستكون عاملا حاسما بعون الله لصد هجوم العدو في تلك الحرب التي من المتوقع أن تشهد مواجهة ضارية وعنيفة .

لقد عبرت الشعوب العربية الحية  عن عظيم انتمائها وتضامنها المطلق مع قضية الأمة العادلة ولا عزاء لكل  العرب المطبعة والطابور الخامس الذين كان  يمنون أنفسهم بسحق رجال المقاومة ومن ثم  طمس فكرة الصمود و المقاومة  حتى تصبح دولة الإحتلال  واقعا مفروضا على الجميع ولكن جرف طوفان الأقصى العظيم أمانيهم ومساعيهم الخائبة.