آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-04:52م

سبتمبر واكتوبر ثورة تحاكي ماضي شعب بلا حاضر فمتى نجعل حاضرنا يوازي ماضينا

الجمعة - 13 أكتوبر 2023 - الساعة 11:16 م

غمدان ابواصبع
بقلم: غمدان ابواصبع
- ارشيف الكاتب


رواد سبتمبر واكتوبر ورجالها حملوا السلاح لينهضو بشعب أرادوا له الحرية وإقامة الدولة قوية هي جل اهتمامهم ولهذا كان النجاح حليفهم فنظرتهم كانت بعيدة وفكرهم متحرر من التبعية لم يفكر أحد منهم بنفسه ولا بمصالحه ولهذا بذلو أرواحهم رخيصة أمام تطلعاتهم الوطنية ولم تحكم تحركاتهم الجغرافيا الضيقة .

فجل ثوار اكتوبر ان لم يكونوا كلهم ساهموا ببسالة بالدفاع عن ثورة سبتمبر لتشهد جبال حجة وصنعاء بطولاتهم في وجه الإمامة وبنفس البسالة التي واجهت بها المستعمر البريطاني كانت قلوبهم حية وتفكيرهم واسع لأنهم حملوا مشروع دولة قوية مدركين حجم وطنهم ومدى تأثيره على المنطقة.

ليستمدو من التاريخ اليمني العميق و الضارب في جذور التاريخ مشروع نضالهم ،وبعد مرور ستين عام على ثورتهم التي خلدت بعضمة تضحياتهم تتهاوى أمام ماحملو من رؤية ومشروع وطني أقوى قوة استعمارية عرفها العالم.

متخذين من جبال ردفان منطلق لتحرير تتداعى كل المحافظات الجنوبية لتتساقط احلام المستعمر وتهوي أدواته رغم الإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها المحتل الإنجليزي وحلفائه أمام بندقية يحملها رجال وضعوا نصب أعينهم تحرير الجنوب متحدين الصعاب فهزموا قوة السلاح .

لتنتصر بدقيتهم على الدبابة والطائرة الحربية والمدفعية فالسلاح قوته تضعف أمام الإرادة الشعبية كم نحن بحاجة إلى أمثالهم في زمننا هذا الذي فقدت القوى السياسية اليمنية إرادة سياسية تحمل مشروع وطني بعيد عن التبعية والارتهان للقوى الإقليمية والدولية .

فبعد.ستين عام على تضحيات تلك الكوكبة من الأبطال يجد اليمني مع كل عيد لثورة سبتمبر واكتوبر نفسه  عاجزا أن ينهج نهجهم مستمد منهم روح الانتماء للأرض والإنسان اليمني ليضع مستقبل اليمن أمام عينه فارض وجوده كقوة إقليمية مستفيدا من الموقع الجغرافي لبلد يطل على  منافذ تتحكم بمستقبل العالم وجغرافيا تساعد على فرض نفسه على محيطه العربي والإقليمي والدولي.

ومن تراث الأجداد لحضارة عرفت يوما ماء بالبلد السعيد وملوك البحر ذو العقول التجارية لتصل منتجاتهم الهند وكل الممالك التي كانت تحاكي تاريخهم ليجعلوا من تجارة البخور واللبان تحي معابد الامم وقصورها .

فمازالت إشبيلية وطليطلة وبلنسبا ومسجد قرطبة وقصر المعتمد ابن عباد وقصر الحمراء التي بنيت بطراز معماري يمني تحفه أثارت باعجابها ملك إسبانيا من القشتاليين ومزار سياحي تجذب ملايين السياح الأوروبيين .

ترك لنا الأجداد ماضي حضاريا  ونضالي عظيم في كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والفن المعماري فلماذا فشلنا نحن الاحفاد الاستفادة من إنجازاتهم ولماذا لم يستلهم القادة اليمنيين منهم لنبني بلادنا بدل من التبعية والارتهان للقوى الإقليمية والدولية لماذا يختار القيادة اليمنية الحالية أن يكونوا اذيال ونحن شعب يمتلك معطيات وموقع جغرافي تجعل منا أسياد على العالم ولن  يضع لنا حساب إلا  إذا شعر بأننا نحمل عقلية دولة ونؤمن بوطن نحن ابنائه ونضع سياسة متوازنة مع العالم سياسة تضع في أولوياتها مصالح شعبنا فوق كل الحسابات السياسية .

ماذا لو يعود شهداء سبتمبر واكتوبر ما الذي يمكن أن نقول لهم وهم.يشاهدون إلى أين أوصلنا الوطن وكيف تحول اليمن إلى مجرد رهينة يتحكم به الإيراني ليستفرد ذيلها الحوثي بصنعاء وشرعية فشلت أن تبلور مشروع سياسيا يوحدها ما يجعلها قادرة على استعادة الدولة والنهوض بها والسير بها نحو الأمام