آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-05:16م

الفائدة للولي والقبقبة للجنوب

الخميس - 28 سبتمبر 2023 - الساعة 05:41 م

د. عبدالله عوبل
بقلم: د. عبدالله عوبل
- ارشيف الكاتب


نعم هذه المرة تبدو الصورة مقلوبة، الفائدة للولي والقبقبة للجنوب. فعلى مدى ثلاثة أيام كنت أتابع مناقشات بين تكتل الأحزاب الداعمة للشرعية، يدققون في كل فقرة بشأن إصدار بيان تحية بمناسبة الذكرى ٦١ لثورة سبتمبر المجيدة، ويتحاشون كل كلمة لاتكون في صالح التحالف الداعم للشرعية ،، بينما التحالف لم يكن جمعية خيرية، بل له مصالح، والصحيح أن تتم الموائمة بين المصالح الوطنية ومصالح التحالف.  ولأن زملائي قد أنفصلوا عن الواقع تماما ولم يتبقى لديهم سوى جمل محفوظة يجرى ترديدها في مثل هذه المناسبات ويادار ما دخلك شر. 
فقد حاولوا الابتعاد عن كل كلمة فيها ضرر على علاقاتهم ومصالحهم. الغريب هذه المرة إن بعض الزملاء ( وأنا أتابع من بعيد. دون أن أتدخل ) قرروا أن لا يؤذوا مشاعر الجنوببين وذلك بإنكار كل علاقة تربط الجنوبيين بثورة سبتمبر ١٩٦٢م    وأن ذكر هذه العلاقة في ثورة سبتمبر  يشكل حساسية لدى أخوتنا الجنوبيين. 
مع أن قضية واحدية الثورة اليمنية قضية تحتاج الى ضبط مضمونها وتحديد معناها ، ومع إن لكل من ثورتي سبتمبر وأكتوبر ملابساتها ، وظروفها وتركيبة قواها ،، ليست واحدة. لكن لا يعني رفض هذا المصطلح نكران مشاركة الجنوبيين في ثورة سبتمبر والدفاع عنها وفك الحصار عن صنعاء. ولا يعني نفي مشاركة الشمال في ثورة أكتوبر ١٩٦٣ ، فكل مؤتمرات الجبهة القومية حتى الاستقلال كانت في الشمال ، وكانت تعز قاعدة للجبهة القومية وجبهة التحرير للنضال ضد الاستعمار حتى تحرير السلطنات والمشيخات والأمارات في النصف الثاني من عام ١٩٦٧م. 
إن مشاركة الجنوبيين وتضحياتهم في ثورة سبتمبر  ١٩٦٢ وحتى فك الحصار عن صنعاء تمثل شرفا عظيما يفاخر به اليمنيون في الجنوب والشمال. ولا تشكل حساسية لأي وطني يحترم نضال الشعب اليمني من أجل التحرر من النظام الملكي المتخلف في الشمال. 
الواقع أن الحساسية التي تحدث عنها البعض لا تمثل للجنوبيين مشكلة على الاطلاق.  الطرف الذي يتحسس من مجرد ذكر أي ثورة هو الذي حاول أصحابنا الا يغضبوه. 
الفائدة للولي والقبقبة للجنوب. ذلك إن الجنوب منذ العام الماضي هو في مركز الاهتمام الأقليمي والدولي ، وزيارات وفود الى المحافظات وعدن وكل هذا تعبير عن تركز المصالح الأقليمية والدولية هنا.  لكن لم يترافق هذا مع تحسن في حياة المواطنين هنا. بالعكس الجنوب صار موطن المجاعات وانعدام الخدمات والامراض والأوبئة بل الثالوث الذي كان قبل سبتمبر في الشمال صار الجنوب اليوم موطنه. لماذا تسوء أوضاع الجنوب والصرف على حلفاء التحالف شرعية وانتقالي الى درجة العبث، ولماذا الجبايات والفساد وسرقة المال العام لدرجة ان الدولةُ تستدين رواتب موظفيها من دكاكين الصرافة  أين تذهب إيرادات المناطق التي تحت سيطرة الشرعية بكل مكوناتها المتناقضة والمتخاصمة. ؟. 
طبعا خلاصة كل هذا العصيد ان المكونات السياسية قد دخلت تحت رداء التحالف العربي وهي حريصة على العلاقات المتميزة بين اليمن والتحالف، لكنها لا تمثل للتحالف وزنا  بل كل الشرعية واحزابها خارج دائرة المفاوضات مع الحوثي. عليهم أن ينتظروا حتى تنضج المسائل لكي تأتي الشرعية وتبصم 
مالذي يجب فعله بعد أن أصبح الشعب وحده لا نصير له ولا من يعبر عن اسمه سوى تنظيم نفسه في كيانات وجمعيات مدنية ترفع الصوت لاستعادة الحقوق والخدمات وتحسين مستوى المعيشة وضمان كرامة الانسان في وطنه ومنع البلطجة والتنمر بقوة السلاح في ظل غياب الدولة
د. عبدالله عوبل 
٢٨ سبتمبر ٢٠٢٣