آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-10:16ص

#الشعب_لا_يأكل_شعارات_ولا_تعالجه_خطابات. .

الثلاثاء - 26 سبتمبر 2023 - الساعة 11:57 ص

عبدربه الزهري
بقلم: عبدربه الزهري
- ارشيف الكاتب


 

بقلم أ/ عبدربه الزهري

الى كل من يدعي بانه واجهة لهذا الشعب وحامل لهمومه ومخلّصه الوحيد من مآسيه و معاناته سواء كان في الحكومة او اي مكون او حزب او تنظيم سياسي اخر  .. #نقول:
لقد زاد (مائكم  على طحيننا )  واصبح المواطن الذي يعصر امعائه وأطفاله الجوع ويدمي عيون زوجتة الحرمان  و يفتك باولاده الفقر  والمرض  كاره لكل شعاراتكم الرنانة وخطاباتكم المجلجلة  وصوركم التي تملا الشوارع وهي لاتدل الا على المدى الواسع من الشبع و النعيم والثراء الفاحش الذي وصلتم اليه على حساب هذا الشعب  المطحون حتى النخاع..

هل تعلمون ياسادة  ان شعاراتكم مجتمعة لايمكنها ان تأتي لهذا المواطن بقوت يوم واحد من اي بقالة او بعلبة حليب لأي طفل او بزجاجة دواء لأي مريض..
لقد #طفح_الكيل و شبعت الناس من الكلام عن الفضيلة والمجد و السمو والرخاء، ذلك الرخاء الذي لا يجدونه سوى خلف اسوار فللكم الفاخرة و قصوركم الواسعة و بين مقاعد سياراتكم الفارهة..

#تواضعوا يوماً لله ، وانزلوا الى الشارع وسيروا على اقدامكم بين الناس وانظروا كيف يصارع  المواطن العدني خاصة والجنوبي عامة لتدبير قوت يومه . 
الشعب لايريد مزيدا من الشعارات الرنانة التي تدغدغ مشاعره واحاسيسه لانه ببساطة لم يعد يملك اي مشاعر او احاسيس ، فقد تبلدت كل حواس حياته نتيجة لثقل همومه وفداحة كارثته التي فتكت به وطحنته بامتياز.

#يكفيكم ضحك على الذقون . وارجوكم غاية الرجاء, أن لاتطالبوا الناس بالمزيد من الصبر  وبربط الاحزمة وتحمل المزيد من الجوع و موئدكم تمتلا بما لذ وطاب  وبما تشتهي الانفس وخزائنكم تكاد ان تنفجر من شتى انواع العملات والجواهر النفيسة.
#للأسف لقد اوصلتنا الشعارات الى الحضيض كمجتمع يمني بينما نرى من هم من حولنا قد تجازوا تلك المرحلة ورموا بكل الكلام الفارغ بمزابل التاريخ من زمان وانطلقوا نحو ( البناء الجاد والنهوض ) الذي يجعل من المواطن انسان ذو كرامة و رفعة و قيمة ونحن مازلنا منذ ما بعد الاستقلال نردد ونتغنى بشعارات مكررة عفى عليها الزمن (لا تسمن ولا تغني من جوع).

من كان صادق منكم فعليه اثبات ذلك عمليا على ارض الواقع وليس كلاميا و عليه الوقوف بجانب هذا المواطن المنتهكة حقوقه رافضا  للفساد المستشري في جميع مفاصل وجسد  هذه الأمة وحينها  فقط سيلتف جميع الشرفاء المقهورين من حولة وسيساندونه في معركته المقدسة التي هي بالاساس معركتهم  المصيرية .. مالم  فلا تزيدون الطين علينا بله . وحسبنا الله ونعم الوكيل، فيكم و فيما تصنعون..