بعد اثنين خمسين عاما من ثورة 26 سبتمبر 1962م ، انقلب الحوثيون على الجمهورية والدولة اليمنية ، ومبادئ وقيم ثورة 26 سبتمبر المباركة ؛ فرأى جيل سبتمبر بأم عينيه ، ما كان يسمعه ويقرأ عنه من انتهاكات وجرائم الحكم الإمامي الكهنوتي بحق آبائهم وأجدادهم ، من خلال ما عايشوه ورأوه من قمع واستبداد الكهنوت الحوثي ، الذي يعد امتدادا استبداديا للحكم الإمامي لبيت حميد الدين .
الممارسات والانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي جعلت اليمنيين ، يدركون قيمة وعظمة ثورة 26سبتمبر ، التي أسدلت الستار عن حقبة من الظلم والتخلف والاستبداد ، وحررت شعبا أبيا كريما من مصادرة حقوقه السياسية والاقتصادية والمعرفية والاجتماعية .
أعاد الحوثيون بانقلابهم في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ م لثورة 26 سبتمبر ألقها وزخمها الوطني ؛ إذ عرف اليمنيون جسامة وفداحة الجرائم ، التي مورست بحق اليمنيين ، وعرفوا أيضا الثمن الكبير والتضحيات العظام التي بذلها ثوار 26سبتمبر الانعتاق من الرجعية الإمامية المتخلفة .
كلما حاول الحوثيون طمس الذاكرة الثورية اليمنية ، وتغيير الهوية النضالية للشعب اليمني من خلال عدد من الإجراءات ، التي أفصحت عن عدائهم الواضح والصريح لثورة 26سبتمبر ؛ إذ أقدموا على إسقاط بعض أهداف الثورة من المناهج الدراسية ، لاسيما هدف إزالة الامتيازات والفوارق بين الطبقات ، كما أنهم أسقطوا الاحتفال بثورة 26 سبتمبر كعيد وطني يمني مستبدلينه بالاحتفال بيوم انقلابهم 21سبتمبر ، وهو ما جعل ثورة 26سبتمبر وأهدافها تزداد رسوخا وثباتا في نفوس اليمنيين ، وتتعمق لديهم قيمتها الثورية وأبعادها الوطنية .
بمجرد دخول شهر سبتمبر ، يبدأ اليمنيون بالاستعداد للاحتفال بثورة 26سبتمبر ، فتتزين صفحات وسائل التواصل الاجتماعي بأيقونة الثورة ، وتتزين الشوراع بالأعلام الوطنية ، ويتبادل اليمنيون التهاني والتبريكات بهذه المناسبة ، وتقام الاحتفالات الرسمية والشعبية داخل وخارج الوطن احتفاء بثورة الخلاص من الكهنوت الإمامي ، كرنفال شعبي ورسمي ومهرجان وطني كبير واستفتاء شعبي عظيم يشهده شهر سبتمبر ؛ ابتهاجا بثورة 26سبتمبر ، بمثابة تجديد اليمنيين العهد والولاء لتلكم الثورة العظيمة ، وبمثابة رفض تام لمشروع الحوثيين الانقلابي ومحاولتهم بعث الإمامة من جديد ، وإعادة اليمنيين إلى دائرة الكهنوت والتخلف والاستبداد .
مظاهر الاحتفاء بثورة 26سبتمبر تقض مضاجع الحوثيين ، وتثير الرعب في نفوسهم ؛ إذ كانوا يظنون أنهم باستيلائهم على السلطة بالقوة ومحاولاتهم المكتررة محو ثورة 26 سبتمبر من الذاكرة الوطنية ، وتزييف التاريخ الثوري لليمنيين ، أنهم قد تمكنوا مسخ وتغيير التاريخ النضالي والوطني لليمنيين واستبداله بتواريخ انقلاب الأئمة على اليمنيين واغتصابهم السلطة .
لن يستطيع الحوثيون إطفاء نور ثورة 26سبتمبر ، ستظل ملهمة لليمنيين يستمد منها أحفادها عنفوان وبسالات وإباء وشموخ اليمنيين ؛ ليطووا صفحة الكهنوت الحوثي كما طوى الآباء والأجداد صفحة كهنوت بيت حميد الدين .
#عبدالواسع_الفاتكي