آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-01:52م

حصاد مر لتسع سنوات من انقلاب الحوثيين

الخميس - 21 سبتمبر 2023 - الساعة 07:34 م

عبدالواسع الفاتكي
بقلم: عبدالواسع الفاتكي
- ارشيف الكاتب


حصاد مر حصيلة تسع سنوات من انقلاب المليشيات الحوثية على الجمهورية والدولة اليمنية ،  جعل اليمن في أدنى درجات التمنية والأمن والاستقرار وأعلى   درجات العنف والفساد والتطرف .

على المستوى السياسي منذ نكبة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ م تجمد العمل السياسي ،  وتوقف الانتقال الديمقراطي ،  وأسدل الستار على المرحلة التوافقية الانتقالية ؛ لتدخل اليمن مرحلة العنف والحرب الأهلية  وساحة صراع إقليمي ودولي تمثل الأجندة الإيرانية ، بالنسبة للحوثيين أولوية قصوى يسعون  من خلال الحرب ؛  لفرضها على الشعب اليمني لصالح مشروع طهران التوسعي المعادي لليمن والأمة العربية .

اقتصاديا قدرت بعض التقارير المهتمة بالشأن الاقتصادي خسائر الاقتصاد اليمني ؛  جراء انقلاب الحوثيين حوالي مائة مليار دولار ؛  إذ تم تدمير الاقتصاد الوطني ، وتوقفت عجلة التنمية ،  دمرت البنية التحتية  ، واستولى الحوثيون على مؤسسات الدولة الاقتصادية  ، وسخروها لصالح مجهودهم الحربي ، وبسطوا أيديهم على القطاع الخاص ، الذي بقي في مناطق سيطرتهم ، وأرهقوه بالضرائب والجبايات الفادحة ، مارسوا سياسات مالية وأساليب سطو متعدده على رأس المال الخاص ،  والأنشطة التجارية المختلفة ، ما اضطر كثير من رجال الأعمال للهجرة بأموالهم  خارج الوطن ، وهو ما جعل القطاع التجاري والاقتصادي يدخل مرحلة الغيبوبة ،  إن لم يكن الموت السريري ،  ناهيك عن تأسيس الحوثيين لقطاع مالي ومصرفي مستقل عن مناطق الشرعية ؛  من خلال رفضهم التعامل بالعملة الجديدة ، الأمر الذي خلق مجالا للمضاربة بالعملة في السوق السوداء ،  الذي أضعف من قيمتها  ، وزاد من تدهورها بشكل سريع ،  كل ذلك وسع رقعة الفقر والبطالة بشكل غير مسبوق وبصورة مخيفة ، انعدم معها سبل العيش الكريم لملايين اليمنيين .

إنسانيا تدهور الوضع الإنساني فأصبح ملايين اليمنيين معتمدين على ما تقدمه لهم المنظمات الإغاثية والجمعيات الخيرية ،  وارتكب الحوثيون جرائم وانتهاكات جسيمة تنوعت بين القتل ومصادرة الأموال والإخفاء القسري ، والاختطاف والاعتداء بالضرب المبرح ، والتعذيب في السجون والمعتقلات ، وغير ذلك من أصناف الانتهاكات المنافية للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان ، فضلا عن الدستور والقانون اليمني ، ناهيك عن القيم الدينية السمحة والتقاليد والأعراف اليمنية الأصيلة .

بفعل الانقلاب تمزق النسيج الاجتماعي وتشتت الأسر ،  وأصيبت العلاقات والوشائج بين الأسر والقرى والمناطق اليمنية بالتهتك ، وكثرة الثأرات  ، وتنامى الاحتقان الاجتماعي والكراهية  ، وزادت نسبة الجريمة بل ظهرت جرائم غريبة على اليمنيين كجرائم قتل الأقارب .

تعرضت الهوية الوطنية على يد الحوثيين للمسخ والتجريف بهوية سلالية ، تقدس الفرد والسلالة ، وتجعلهما بديلا للوطن والهوية اليمنية ، وشاعت ثقافة الولاية مكان ثقافة الديمقراطية ، حتى التاريخ اليمني تعرض للسطو عبر تغيير المناهج ، وإلغاء الاحتفال بأعياد الثورة اليمنية كثورة ٢٦ سبتمبر وإحلال محلها الاحتفال بمناسيات طائفية تخص الحوثيين .

عمل الحوثيون على إفراغ قطاع  التعليم من مضمونه ؛  ولذلك تم استهدافه بعدد من الممارسات ، التي أخرجته من الفاعلية ؛  فتسرب ملايين الأطفال من المدارس ،  جزء منهم استقطبوا لجبهات القتال وجزء آخر ذهب للبحث عن العمل ؛  ليعيل نفسه أو يساعد أسرته .

منذ أن انقلب الحوثيون نحن أمام دمار شامل ، وكارثة عظمى حلت باليمن ، نحتاج للتعافي منها وقتا طويلا وحهدا كبيرا .

#عبدالواسع_الفاتكي