آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-03:42م

حضرموت ما بين طموح الداعم وأمل الاحرار

السبت - 16 سبتمبر 2023 - الساعة 06:51 ص

رشاد خميس الحمد
بقلم: رشاد خميس الحمد
- ارشيف الكاتب


لايزال مجلس حضرموت الوطني يراوح مكانه ولم يرى النور بعد ولعل سبب ذلك يعود لسياسة الصانع العميقة واستراتيجيته المعروفة في البطئ وعدم الاستعجال في كل مايتعلق بالشأن اليمني وكذلك رغبته في مراقبة المواقف والتماهي مع الاحداث والحرص على إستقطاب أكبر قدر ممكن من الموالين له من أجل تكوين طيف واسع حضرمي وجبهة سياسية عريضة متنوعة من مختلف الاتجاهات كل ذلك جعل موعد الاشهار يتأخر عن موعده بعد أن  كان مقرر 20من أغسطس الحالي وتأجل إلى وقت غير مسمى.

من الواضح أن الرياض تريد تكوين جبهة عريضة حضرمية تكون الكلمة فيها للسلطة المحلية بمشاركة  أعضاء من الاحزاب والمكونات اليمنية بحضرموت بل حتى من أعضاء جمعية الانتقالي المعتدلين والمرنيين الذي أحدهم يصول ويجول في الرياض والهدف العام من ذلك مواجهة اي أطراف سياسية تطمح بالظفر بحضرموت وكذلك السيطرة على أكبر قدر ممكن من المكونات الحضرمية واستخدامها كلما تطلب الامر ذلك  وزيادة أعداد الموالين وضمان بأن لايكون هناك اي صوت يغرد خارج القفص.

لقد كان موقف المؤتمر الجامع واضحا رغم تواجد قيادات منه بالرياض ثم أتبعه  بيان هبة العيون المتراجع منه بطريقة ناعمة بعد أن تحقق المراد منه وجملة تلك الاحداث تعطي  مؤشر على أن  الارضية السياسية تبدو غير صحية  رغم كل  الحرص من الشقيقة الكبرى إلا أنه حتما سيظل الخلاف  قائما نظر لاختلاف الايديولوجية والتنوع والغايات  التي يتحرك بها الاعضاء المرشحين لتلك المناصب في ذلك المكون أو متصدرين المشهد الحضرمي الذي يرغب كل طرف منهم أن ينتزع نصيب الاسد من الآخر.

إن سياسية صناعة كوكتيل متنوع رغم أنه بمصلحة الداعم ولكنه لايخدم حضرموت إطلاقا فحتما سنعود لمعضلة الانتماء الحزبي الذي يفوق حب حضرموت.

لذلك سيظل المرجفون في المدينة يشككون في قيمة مجلس حضرموت الوطني وحضوره السياسي  مالم يتصدر المشهد ويأخذ زمام المبادرة وينشر بوارق الامل بنفس الوقت على  الداعم أن يتخلى  عن سياسية الاستقطاب وجلب الاسماء المستهلكة سياسيا والبطئ والحذر غير المبرر ويفكر بتفكير الحضارم ومصالحهم لا بتفكيره وطموحه السياسي  .

لذلك يجب   على أهل الارض أن يحملوا شموع الأمل وأن يقدموا مصلحة حضرموت ويفهموا  طبيعة المرحلة و يرسخوا مبادئ القبول السياسي والبعد عن المناكفات السياسية وأن يصطفوا جميعا صفا واحد فالمرحلة حرجة و الواقع السياسي صعب المراس فربما يجعلهم اليوم يستندون بغيرهم فلا حرج ولكن غدا يجب عليهم الاعتماد على أنفسهم بخطى ثابتة واستراتيجية مدروسة بعيدا عن الارتجالية وحب الذات وخدمة أجندة الغير .