دونما حديثها عن أي إلتزامات ..السعودية توضح موقفها اليوم بشأن القضية الجنوبية وتتحدث فقط عن حرصها على مراعاة مستقبل القضية الجنوبية والإهتمام بإدراجها ضمن مراحل مفاوضات التسوية الشاملة لحل النزاع باليمن .
الموقف السعودي جاء متسقا مع الموقف الأممي الخاص بمصير القضية الجنوبية والذي أعلن عنه المبعوث جروندبيرج قبل أيام حين أكد ضرورة الاستماع إلى جميع الأصوات الجنوبية المتباينة بل واليمنية عموما، إلى جانب الإشارة إلى إخضاع مستقبل القضية لحوار يمني - يمني .
يومها وصفت الموقف الأممي بأنه تأكيد واضح على فشل الإنتقالي في إقناع الخارج برؤيته الخاصة ودوره السياسي عموما، اليوم بالإمكان القول أن حتى موقف الراعي السعودي نفسه أكد غياب القناعة بمحورية دور الإنتقالي في مشهد الصراع اليمني الراهن، وبالتالي في مسار المرحلة القادمة ككيان منفصل سياسيا .
قال السعوديون اليوم أنهم يضعون أمام الحوثيين فرصة تاريخية لحل الصراع، وهذا تأكيد جلي بأن الرياض ملتزمة بمخرجات الوساطة العمانية في موقف سعودي جريء - ليس مجاني - يكشف أن الخروج الأمن من مستنقع الصراع اليمني يمثل مصلحة سعودية طارئة وضرورة إستراتيجية لابد من تحقيقها في أسرع وقت ممكن .
بينما أكتفى السعوديون في ذات سياق الحديث بالقول أنهم يولون إهتماما لوضع القضية الجنوبية ضمن إطار خاص في نقاشات الحل الشامل، وهو ما يعني بوضوح أن لاوجود لأي تعهدات سعودية في هذا الجانب، بل وليس حتى هناك ما يشير الى وجود فرصة تاريخية أو غير تاريخية أمام الإنتقالي الجنوبي لضمان نجاح العملية السياسية وإثبات تحقيقه منجزا سياسيا يربط دوره بواقع القضية الجنوبية اليوم .
وهذا في تقديري موقف طبيعي ومتوقع من السعودية التي لاترى في حل القضية الجنوبية اليوم مصلحة خاصة وضرورة ملحة يجب التوقف عندها لمغادرة المشهد اليمني بصفتها الحالية، والتحلل من أعباء إستمرار الصراع الذي تتدخل فيه منذ تسعة أعوام دون جدوى .
