آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-03:30ص

مطالب بإنشاء محكمة يمنية لحقوق الإنسان.. الواقع والصعوبات

الخميس - 14 سبتمبر 2023 - الساعة 05:07 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


هناك حديث متصاعد حول حقوق الانسان والمطالبة بإنشاء محكمة يمنية لحقوق الإنسان، التي ينبغي لها أن تكون نوعًا من "هيئة المراقبة الخارجية" المصممة لتعزيز السيطرة على العدالة، ولكن لا احد يتحدث عن ان مثل هذا الهيكل لا مكان له في التشريع اليمني الحالي وومسألة صعبة للغاية وتتطلب دراسة عميقة وجادة و متأنية لاحتمالية حدوث العديد من المشاكل الإجرائية ومخاطر انتهاك توحيد الممارسة القضائية   .

ان أولوية حماية حقوق الإنسان ضرورة لا تقبل الجدل وعن نفسي، اعتبر أن المطلب منطقي، لكنه كالطفل المولود قبل اوانه ، أي ان انشاء المحكمة يتطلب عملاً إضافيًا مرتبطاً بموضوع " سيادة القانون "  وتمويل المؤسسة الجديدة والحاجة إلى إجراء التغييرات المناسبة على النظام القضائي وقائمة من التعليمات والتوصيات إلى المحكمة العليا  بالتعاون مع وزارة العدل .

من حيث المبدأ يتخلل النظام القانوني اليمني فكرة حماية حقوق الإنسان ، كما هو معلن في المادة 51 من الدستور اليمني ، ومع ذلك في الممارسة العملية تحدث انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن بعضها خطيرة  مثل الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري وحتى في مجال إقامة العدل .

يجب الانتباه إلى محتوى مفهوم "الحقوق والحريات " في وضعنا  الحالي الصعب ، والذي فيه النظام القضائي اليمني لا يتم تطويره ، وان ازمة التقصير في حقوق الانسان اليوم تنبع من موضوعية مشاكل العلاقة بين المواطن والنظام القضائي، لذلك من الافضل البحث عن آليات تزيد من فعالية النظام القضائي واجهزة إنفاذ القانون من حيث حماية حقوق الإنسان ، وأنه من المناسب البدء في بحث المسألة من ثلاثة جوانب رئيسية:

(1تقييم نظام الأنشطة القضائية من قبل خبراء مستقلين، بما في ذلك الهيئات الدولية.

(2 جمع البيانات حول الشكاوى المقدمة ضد النظام القضائي لتصحيح عمل النظام القائم بالفعل وإصلاح العملية الجنائية .

(3 تحليل التجارب الأجنبية الناجحة والاستفادة منها في نظام حماية حقوق الإنسان اليمني.

من أجل تشكيل هيئة أو هيكل أعلى في مصعد حقوق الإنسان ، من الضروري تعديل الدستور ومراجعة النظام القضائي بأكمله ، اضف على ذلك أن محكمة حقوق الإنسان بالعادة هي  " هيئة  فوق الوطنية " يتم تشكيلها على اساس اتفاق بين مجموعة من الدول ، وبالنسبة لنا من الافضل كذلك ان تكون الفكرة على ارضية مشتركة مع دول الجامعة العربية على غرار المحكمة الافريقية لحقوق الانسان ، والمحكمة الاوروبية لحقوق الانسان ومحكمة دول امريكا .

في الممارسة العالمية لا يوجد نظام قضائي مثالي واحد، وفي المنظومة القضائية العربية هناك ميثاق عربي لحقوق الإنسان تم اعتماده في 2004 ، هذا الميثاق يؤكد ما جاء في " ميثاق الأمم المتحدة  " والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وصادقت عليه اليمن في نوفمبر 2011 .