آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-08:19م

ثورة الفاتح من سبتمبر غاب قائدها ولكنها بقيت في ذاكرة من عايشها .

الأربعاء - 06 سبتمبر 2023 - الساعة 08:39 م

غمدان ابواصبع
بقلم: غمدان ابواصبع
- ارشيف الكاتب


لكل ثورة وضعت بصماتها في وجدان الإنسان تظل راسخة وإن لم يكن ينتمي لتلك الأرض التي قامت به طالما وضعت قيادتها في فكرها خدمة الإنسان العربي فمصر الناصرية احتضنة اليمن والعرب وفتحت مدارسها وجامعتها ومعاهدها لليمنيين ومثلها العراق ولا توجد قرية أو مدينة لا وفي من ابنائها من تعلم بالعراق وتخرج من مدارسها .

إلا أنني لا أتحدث عن مصر ولا العراق وانما عن الجماهيرية العربية الشعبية الليبية  ذلك البلد الذي عشت فيها طيلة 13 عام وتعلمت بمدارسها وجامعتها تلك الجامعة التي أقامها القائد الشهيد معمر القذافي خصيصا للعرب والأفارقة والمعروفة بجامعة ناصر الأممية يقابلها جامعة العرب الطبية وكلية الدعوة الإسلامية ثلاث جامعات كانت حكر للعرب والأفارقة وكان يسمح لطلاب وطالبات ليبيا بنسبة لا تزيد عن عشرة بالمائة .

لكونهم.لهم.جامعات خاصة بهم مثل الفاتح وقار يونس وعمر المختار جامعة التحدي سرت  وغيره كانت الجامعة تتكفل بكل متطلبات الطالب من الراتب الشهري إلى السكن والملابس التي كانت الجامعة تمنح طلابها بدلتين وتذكرة سفر للطالب المتفوق  في السنة والطالب المتوسط كل سنتين تذكرة  وفتح  الحانوت العسكري أو من الأسواق الخاصة بالدولة وتأمين صحي متكامل لكل الطلاب دون تمييز بما فيها العمليات المعقدة ..

ومن المؤسف أن أقولها أن الليبيين ما بعد نكبة فبراير تجد منهم اليوم يعيش بوضع يرثى له في القاهرة في ظل وضع مأساوي ليقول لي احد من التقيت بهم بالقاهرة عن وضع ليبيا ما بعد القذافي بأنها أصبحت شبه دولة في الغرب وعاصمتها طرابلس يقودها الدبيبه ودولة في الشرق وعاصمتها بنغازي وأن السفر من طرابلس الى بنغازي والذي يمتد الف كيلو بات يقطعها المسافر بثلاثة أيام بعد إحالة سرت إلى شبه حدود تفصل الشرق عن الغرب ونتيجة النقاط متعددة الولاءات .

وأن بلادهم.التي لم تكن تعرف انقطاع الكهرباء باتت تعيش بالساعات في ظل انقطاع الكهرباء ليحيل اثوار فبراير بلدهم إلى أشبه ببلد ممزق رغم تحالفهم مع الفرنسيين في وجه القذافي متعهدين بأن يبنوا ليبيا بشكل أفضل مما كانت إلا أن النتيجة  الدمار هو مصيرها وهذا هو نفس ما تمر به بلادنا أيضا القادمون من الساحات إلى السلطة لم نرى منهم غير الفساد ولم يتعرف منهم اليمن غير الفقر والدمار ومعين عبدالملك ومساعديه نماذج لمن يبحث عن حقيقة نكبة 2011.

فمن يرهن مصيره بيد قوى دولية وإقليمية لا يمكن له أن يبني دولة  وإنما يهدمها