آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-02:31م

في اليمن فقط.. أسفل القوم تتحكم بالشرفاء

الإثنين - 04 سبتمبر 2023 - الساعة 10:57 ص

مدين محسن
بقلم: مدين محسن
- ارشيف الكاتب


عجباً لحالنا اليوم تغيرت كل المعايير الإنسانية في وطن مزقته الحروب والمآسي حتى أصبح السارق الحرامي قائداً والقائد متسولاً   والعزيز ذليلاً والذليل عزيزاً.

لست مزيفاً للكلمات والعبارات والوقائع المغايرة لواقعنا ولكن هذا هوا حالنا بشتى أنواعه ونعيشه غصباً عننا لعدم وجود عدالة في الأرض ولا انصاف 

وارى فيها عجيب العجاب والذي لا يتقبله عقل ولا منطق..

بالأمس القريب كنا نراهم متسولون بين الازقه والحوافي والحارات راجيين طالبين بقايا اكل الميسورين ، نراهم بدائرة الفقر والبؤس ويرتدون ملابس مقطعه مرقعه في حاله يرثى لها.

 واليوم لم نصدق أننا نراهم  قادة محاطين بالحراسات والمصفحات وترافقهم ارتال السيارات الفخمة ومسؤولين ومدراء مراكز حكومية بدون شهائد تأهيل والسبب فرضتهم الحرب الغاشمة وغياب العدالة والقانون.

ناهيك عن توليهم مناصب عليا گ قادات الوية عسكرية وقادات منشآت عقابية "سجون" يتحكمون بمزاجية غروية متعجرفة بصورة متخلفة تتنافى القيم والأخلاق والقوانين السائدة.

متحسراً متندماً على ما جرى في وطني حتى اقتبست كلمات الإعلامي جميل عز الدين والذي أصاب كبد الحقيقة بكلماته قائلاً يحظى البلداء والعبيد بالمناصب والترقيات ويقصى الاحرار والشرفاء ويتوج السماسرة والعملاء يكرم الفاشل ويهان المناضل.

وتأملت كلمات ابن خلدون قائلاً: لا تولوا أبناء السفلة والسفهاء قيادة الجنود ومناصب القضاء وشؤون العامة، لأنهم إذا أصبحوا من ذوي المناصب اجتهدوا في ظلم الأبرياء وأبناء الشرفاء وإذلالهم بشكل متعمد نظراً لشعورهم بالنقص المستمر بعقدة النقص والدونية التي تلازمهم وترفض مغادرة نفوسهم مما يؤدي في نهاية المطاف إلى سقوط العروش ونهاية الدول.

لا يولى الحاقد مسؤولية فانه سيكون منتقما لماضيه السيئ الذي جعله ذليلاً تعيساً تائهاً سارقاً محتالاً ويود حالياً أن يصنع له تاريخ حافل بالنضال والصفحات البيضاء القانونية والخ...

وهذا من أصعب المستحيلات فالقول البديهي يقول من ليس له ماضي من الصعب أن يكون له حاضر ومن لا يكون له تاريخ من الصعب أن يدون له تاريخ.

للحديث بقية