آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-05:24م

مرة اخرى العيسي رقم صعب ويجب محاكمة معين.

السبت - 02 سبتمبر 2023 - الساعة 07:06 م

سامي حروبي
بقلم: سامي حروبي
- ارشيف الكاتب


حاربوا العيسي واحتضنوا معين !!
تنكروا لمن اسند الدولة ودعمها حتى انه في بعضٍ من الأوقات حل محلها 
ورفعوا من يمتص دم شعبها ويسرق قوت يومهم وينهب مواردهم 
استبدلوا الذي هو ادنى بالذي هو خير 
قالوا العيسي فاسد فعاقبهم الله بمعين
معين الذي اكل الأخضر واليابس واهدر موارد الدولة بينما شركاءه في الإنتقالي لم يحركوا ساكناً حتى لما يطالبوا على اقل تقدير بأقالته .
لقد تحدث الشيخ احمد صالح العيسي بكل شجاعة وصدق عن التجاوزات القانونية والدستورية لرئيس الوزراء معين عبدالملك وبيعه  لممتلكات الدولة وكأنها ملكية خاصة به
لم يقتصر الأمر عند ذلك قام معين ببيع النفط في باطن الأرض في سابقة قد تكون الأول من نوعها عالمياً

اتى معين للحكومة لايملك ديناراً ولا درهماً ؟
خمسة سنوات كانت كفيلة ليصبح معين هامور ارصدته ملايين الدولارات في الخارج وعشرات الفلل والعقارات 
لم يكن معين ابن تاجر ولا من أسرة غنية ولا ابوه رجل اعمال
فمن أين اتى كل هذا الثراء الفاحش.
أنظروا الى وضع معين والعاقل فقط هو من سيدرك حجم الخابور الكبير الذي ابتلعه المساكين والدولة بأكملها في هذا الرجل.


في المقابل الشيخ العيسي من عائلة غنية ومعروفة وهو رجل اعمال أباً عن جد عندما إنهارت الدولة 
وغزت ميليشيا الحوثي الحديدة بعد سيطرتها على صنعاء بدأت  تتكشف الكثير من الأوراق فالمستهدف الأول فيها كان العيسي وشركاته، وبالفعل نتذكر أن أول معركة بالحديدة كانت بين العيسي وبين الحوثيين حين هجموا على بعض ممتلكاته واشتعلت المواجهات لعدة ساعات وتدخل المحافظ حينها حسن هيج وتم إيقاف القتال وانسحب العيسى الى عدن.

وكان هو التاجر الوحيد في الحديدة الذي قدم ثمنا باهظا لموقفه من الحوثي، ومع أنه كان بإمكانه الإمساك بالعصا من الوسط والحفاظ على مصالحه وتجارته، إلا أنه رفض الكثير من العروض التي قدمها الحوثي عبر وسطاء بالعودة ومزاولة التجارة واستيراد النفط.

مئات المليارات هي الخسائر التي مني بها العيسي بسبب موقفه الرافض للانقلاب، وبالفعل لقد كسر العيسي القاعدة التي تقول بأن رأس المال جبان، ورفض التعامل مع الانقلاب، ودعم المقاومة التي تشكلت ضد الحوثي منذ اللحظة الأولى، ويمكن القول انه رجل الأعمال الاول الذي شارك في قتال الانقلاب وسخر كل امكانياته لدعم المقاومة التي تشكلت في عدن، وعلى رأس ذلك سخر أسطوله البحري لنقل النازحين قبل تحرير عدن وأثناء الحرب.

وتعرضت كل استثماراته وممتلكاته للمصادرة والنهب والتحفظ وعلى رأسها منشأة رأس عيسى النفطية والمدينة السكنية بالحديدة وعدد من الشركات والمصانع ومستشفى الحديدة وقناة معين الفضائية وممتلكات أخرى.

لقد انزوى رجال الاعمال إلى الظل وابتلعوا ألسنتهم ولم يعلن موقف واضح من الحوثي إلا عدد قليل من التجار يعدون على أصابع اليد كان أبرزهم الشيخ العيسي الذي لم يمنعه موقعه كرجل أعمال واقتصادي من اعلان موقفه السياسي والتضحية في سبيله، وهو الذي قال: "عندما يتعرض بلدي للخطر فما قيمة المال إن كان دافعا للنكوص عن الانتصار للوطن".

وفي الوقت الذي كثر فيه المتقافزون من سفينة الشرعية والوطن في أشد لحظاته ضعفاً وبؤساً، بعد أن تعرض لجملة من الخيانات من قبل الكثيرين في الداخل والخارج، بقي الشيخ وثبت في ولاء راسخ في صف الوطن ووقف إلى جانب الشرعية متحملاً تبعات ذلك القرار الصعب.

ويمكننا تخيل كيف أنه يبدو من المستحيل لرجل أعمال وتاجر لديه شركات وممتلكات وامتيازات تقدر بمئات المليارات واقعة تحت سلطة الحوثيين، أن يقرر التضحية بكل ذلك في سبيل الوطن، غير أن الشيخ العيسي فعلها، وأثبت أنه من بين الساسة ورجال الأعمال القادرين على تقديم مثل هذه التضحيات الجسيمة، وهو موقف سيخلده التاريخ.
فمن الفاسد إذاً العيسي أم معين؟

لقد هب الشيخ العيسي بماله وعلاقاته داعماً ومسانداً للشرعية، وبعد إعلان عاصفة الحزم وقف إلى جوار التحالف وبنى علاقات تعاون متميزة مع الاشقاء في المملكة وساهم كغيره من الشرفاء في معركة التحرير والبناء.

كان يستورد النفط للمناطق المحررة بالآجل وبفوائد معقولة ولا زالت الدولة مديونة له إلى يومنا هذا بمبالغ كبيرة جداً تُقدر بالمليارات 
العيسي دعم المقاومة عندما اجتاحت ميليشيا الحوثي عدن ولا احد يستطيع إنكار هذا وضحى بالغالي والنفيس لأنه في الأول والأخير رجل دولة يعي مايقوم به من اعمال وطنية انها مخلدة في سطور التاريخ

لقد صمد العيسي في وجه الأعاصير التي حاولت اقتلاعه منذ عقود، ولقد تبددت تلك الأعاصير وبقي العيسي شامخا كنخلة سامقة معطاءة، فالعيسي كتاجر موجود من قبل أن يخلق معين عبدالملك، وسيبقى بعد معين تاجرًا  وطنيا مخلصا وصادقا تتكسر النصال على صخرة صموده ومواقفه المشرفة.