ما يبدو بأنه مظهر من مظاهر مؤشرات وجود خلافات في وجهات النظر بين المليشيات الحوثية والمؤتمر فرع صنعاء ، لاسيما فيما يتصل بصرف رواتب الموظفين ، لا يرقى لمستوى وصفه بأزمة بينهما ؛ لأن الصوت الطاغي والمهيمن هو صوت المليشيات الحوثية ، وما يظهر من أصوات هنا وهناك من قبل المحسوبين على مؤتمر صنعاء ، هي اصوات تفصح عن ذاتها عبر بيان وجهات نظر في قضايا ذات بعد اجتماعي أو اقتصادي كالراتب أو تصرفات ملتقى الطالب الجامعي ، بأسلوب لا يستفز المليشيات الحوثية كي لا يثير حفيظتها وغضبها الشديد ، مع التأكيد على. الولاء المطلق لقائد المليشيات الحوثية والإشادة به ، ما يعني أن مؤتمر صنعاء حريص على ألا يندفع للأمام ، ويصعد من مواقفه ولو كانت إعلامية ؛ لأن ذلك يعني سحق ما تبقى من تواجد هامشي له ، وتنكيل بقياداته ، دون اكتراث لتحالفها مع المليشيات الحوثية وشراكتها لها في ما يسمى المجلس السياسي الأعلى وحكومة صنعاء.
وجد مؤتمر صنعاء في قضية صرف الرواتب فرصة لإرسال رسائل مهمة للداخل والخارج ، منها استعادة ثقة المواطن به ، وتوسيع دائرة أنصاره ، والحفاظ على قواعده ؛ كونه يتبنى قضايا الناس ، وأيضا النأي بمؤتمر صنعاء عن مشاركته المليشيات الحوثية في قطع المرتبات والخدمات ، ناهيك عن إرسال رسالة مهمة للخارج بأن مؤتمر صنعاء ما زال موجودا وبقوة ، وأن الضربات التي تعرض لها لم تنل منه ، وأنه يمكن الاعتماد عليه في المستقبل في أي حراك مجتمعي وشعبي ، يضع حدا لتطرف وغلو المليشيات الحوثية المناقض لقيام مؤسسات الدولة بواجباتها الوطنية تجاه الداخل والخارج ولو بالحد الأدنى .
#عبدالواسع_الفاتكي