آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-07:24ص

منشورات فيسبوك مثيرة للكاتب الكبير سعيد عولقي

الجمعة - 01 سبتمبر 2023 - الساعة 04:42 م

احمد الجعشاني
بقلم: احمد الجعشاني
- ارشيف الكاتب


الكتابة الساخرة من الفنون الأدبية القديمة وأيضا من أهم الإبداعات الحديثة المعاصرة وقليلون هم جدا من احترفوا الكتابة الساخرة في بلدنا أو في محيطنا العربي فهي من أخطر ألوان الكتابة وأبلغها جرأة. وهي موهبة صعبه ولا يملكها الا القليل فهؤلاء الكتاب هم من لديهم القدرة والموهبة في سرد المواضيع الأدبية والسياسية والاجتماعية في قالب فكاهي ساخر في (ضحك كالبكاء) ونقد الواقع المعيشي بشكل ساخر في تعبير صادق وذكي عن حياة الناس وهي وسيلة في رصد الأخطاء وتعرية الفساد ونقد الواقع وكشف المشكلات المسكوت عنها في تعبير ذكي وصادق باستخدام نص الدعابة او الحكاية وأحيانا يكون الرسم (الكاريكاتيري) وسيلة أخرى من وسائل التعبير الساخرة.

 وهناك من الكتاب من الذين اتخذوا من الكتابة الساخرة وسيلة لعرض أفكارهم ومعارضتهم لأخطاء النظام أو القضايا المجتمع. وهم قلة قليله جدا في بلدنا وهم لا يتعدون أصابع اليد الواحدة ومنذ بداية الخمسينات من القرن الفائت وهي بداية ازدهار عدن وانتشار الاعمال الإبداعية في إصدارات الكتب وكثرة الصحف في عدن اتخذت بعض من الأقلام فن الكتابة الساخرة لتعبير وعرض أفكارهم.

 ومنهم الكاتب والاديب احمد شريف الرفاعي الذي كانت له كتابات رائعة ومساجلات كثيرة في عدد من الصحف والمجلات ألا أنه هاجر عدن بعد الاستقلال مباشرة وعبده حسين أحمد صاحب أشهر عمود ساخر (كركر جمل) في (صحيفة الأيام) وتوقف عن الكتابة بعد الاستقلال بعد أن توقفت الأيام عن الصدور بعد الاستقلال بسبب التأميم فبدأ بزوق نجم جديد في فن الكتابة الساخرة وهو الكاتب الكبير سعيد عولقي في بداية الاستقلال وأن كان له اسهامات قليله قبل الاستقلال. الا أنه يكاد يكون هو الكاتب الوحيد الذي استطاع الكتابة في ظل المتغيرات السياسية بعد الاستقلال بل وتربع على مدى عقود طويله من الزمن على عرش فن الكتابة الساخرة فهو من الكتاب الذين لديه حس الكتابة الساخرة  وله اسهامات أخرى ايضا مثل تأسيس فرقة المسرح (الجنوب الحر) في عدن عام ١٩٦٥م ثم ساهم بعد الاستقلال في تأسيس فرقة (المسرح الحديث) عام ١٩٦٩م  ونشرت له أيضا بعض من أعماله وهي رواية (السمار الثلاثة) ومجموعة قصصيه اسمها (الخلافة) وقد ترجمة الى الإنجليزية وله كتاب نشر عام ١٩٨٣م عن تاريخ المسرح وأسمه (سبعون عاما من المسرح في اليمن) وكتابات صحفيه كثيرة .

 وأشهرها عموده في صحيفة التجمع (شقلبا نيات) في بداية التسعينات الا أن عمله المسرحي (التركة) الذي كتبه وقدمت في مسرح عدن في منتصف السبعينات واعيد عرضها مرات عديده ومنعت أيضا من العرض في مراحل أخرى متعددة الا انها ظلت العمل المسرحي الوحيد الذي كان علامه فارقه في تطور المسرح اليمني مقارنة مع اعمال مسرحيه سابقة . لإنها ظلت راسخة في وجدان المجتمع وعائشة الى يومنا هذا وذلك لعدة عوامل منها استغلال المنطق الساخر في كشف الحقائق في مرحلة ما قبل الثورة وبعدها. والاهم الإفلات من الرقيب في فترة المتغيرات السياسية الذي حدثت في عدن وإضافة الى استخدام الكثير من المصطلحات اللغوية العامية بطريقة ساخرة ويعود ذلك لذكاء المؤلف وخفة الظل التي أستخدمها بذكاء شديد. في كشف اللثام عن تفاصيل المرحلة السياسية والجوانب الجادة في حياتهم. في وصف دقيق لنظام المستعمر الانجليزي قبل الثورة وتعريته بصورة ساخرة لقد أجاد الكاتب الكبير سعيد عولقي من ترك بصمه عميقه داخل المجتمع وكشف مكامن الخلل في التجربة الثورة نجد أنه في مسرحية التركة قد استطاع في جمع كل المتناقضات والتحولات السريعة داخل المجتمع. بعد الثورة وقبل الثورة وكشف المتغيرات السياسية والقضايا المجتمعية. واستغلالها في قالب كوميدي ساخر.

وفي الآونة الأخيرة قد فاجأنا الكاتب الكبير الساخر سعيد عولقي وبعد انقطاع طويل عن الكتابة العامة في الصحف والمجلات ألا أنه عاد وطل علينا من نافذة جديدة في زمن العولمة والفضاء الكتروني ومن خلال صفحات التواصل الاجتماعي وعبر صفحته في الفيس بوك غرد بمنشورات مثيره للجدل ومهمه استولت على اهتمام الناس ومتداوله وحديث المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي وقد أشاد بها الكثير من المتابعين لصفحته وطالبوه بالاستمرار.

 بعضها منشورات قصيرة لاذعة وهي نقد ساخر للواقع الاجتماعي والسياسي وللحالة المزرية التي وصلت اليها عدن. من تردي الأوضاع الخدمية فيها وخاصة غلاء المعيشة التي يعاني منها المواطن في عدن والكهرباء وانقطاعاتها الطويلة. وبالمقابل هناك منشورات مهمة جدا سربها لنا فهي مثل الوثائق السرية المهمة. وكأنه اخرجها من صندوق أثري قديم كانت مخبأة في ذاكرته. لمرحلة سابقة من تاريخ عدن قبل الاستقلال. للشخصيات قياديه وطنية مهمة. واحداث كثيرة تم طمسها وإخفائها وتغيبها عن الناس . وكونه هو شاهد عيان لها وعاصر بعض من هذه الاحداث. فغرد لنا في منشوراته بعض من أجزاء متسلسله منها في وصف دقيق لتفاصيل مهمه لمرحلة الصراع على السلطة ودور الأحزاب والشخصيات الوطنية ورجال المال والاعمال . واحداث  شابها الكثير من الغموض و التشويه في تلك المرحلة . التي طمست ودفنت فيها الكثير من الحقائق والوقائع  . من الذين أعتلوا الركب و غيروا مجرى التاريخ في عدن. وما مرت به من تحولات سياسيه واجتماعية وثقافية . أن الحالة السردية الساخرة الفيسبوكية للكاتب الكبير سعيد عولقي أوضحت في كشف بعض الاحداث التاريخية المهمة . أضافة الى أنها وسيلة تعبير مفهومه و مقبولة لدى الجميع. ولها دلالاتها من حيث فهم القراء لها وهي أكثر تأثيرا وفاعليه  من الصحافة الورقية . ومن خلال قدرته الإبداعية في الكتابة الساخرة . جعله قادرا على صياغة الاحداث ببساطة . وأن يكون أكثر تأثيرا و فاعلية من غيره . ويوضح وجهات النظر معينه المختلفة ومن لها علاقة بالأحداث التاريخية في عدن . وهي حقبة زمنيه تاريخية كثر فيه الجدل واللغط والتشويه والعمالة والخيانة . لرجال وطنية قضت عمرها وافنت حياتها في سبيل الوطن .. وعلى كل حال نتمنى من الكاتب الكبير سعيد عولقي الاستمرار في تغريداته الفيسبوكية . وهي صفه قليله ونادرة يتمتع بها الكتاب الكبار . في نقد الواقع المعيشي للإنسان . وكونها ايضا رسائل جذب القراء والمتابعين لصور حقيقيه . تحكي خفايا الحقبة التاريخية الماضية لعدن. فشكر وعرفان للكاتب الكبير سعيد عولقي . ونتمنى له  دوام  الصحة والعافية و طول العمر ..