تاخر كثيرا في بلادنا الاهتمام بتدريس الفنون الجميلة بشكل عام واهمها فن الرسم التشكيلي، الذي يحتل المساحة الأوسع في العالم من حيث انتشاره وفعالياته وتسويقه بل واقبال المتاحف على اقتناء لوحات هذا الفن الابداعي.
وعن اليمن فقد اهمل بل خاصم الوطن النحت والرسم بل والغناء ، وهذه تعتبر من اهم الفنون وترقى بذائقة الجمال . وعن دولنا العربية ، فالوحيدة التي استطاعت اعطاء مساحة لتدريس الفنون بشكل العام هي جمهورية مصر العربية ، وتأثر العالم العربي بل وافريقيا بنهضة مصر الفنية ، ومنها الرسم التشكيلي والذي تعددت مدارسه فمنها الكلاسيكية و الواقعية والرومانسية بل الوحشية بل والمدرسة التكعيبية التجريدية.
ولقد نبغ وذاعت شهرة بعض من الرسامين التشكيليين في بلادنا بعد ان بدات البعثات الى الاتحاد السوفيتي ومصر ودول شرق اوروباء ، واتذكر هنا الفنانة المبدعة والمصممة الدكتورة آمنة النصيري والفنان كمال المقرمي والنحات الذي فاز باجمل تمثال في الصين فريد اليافعي ومن المواهب الواعدة الرسامة الشابة نادية المفلحي ، ولن انسى الرسام المبدع عبد القادر السعدي ومن حضرموت الرسام هاشم علي ، والذي درس الفن التشكيلي كما اعتقد في اندنوسيا . وكذلك الرسامة إبنة الفنان زكي اليافعي هاجر ابنة الفنان المبدع زكي اليافعي ،ومن شابه اباه فما ظلم .
ومقالي هذا هو لتسليط الضوء على ابداعات الرسام التشكيلي العالمي - زكي اليافعي - والذي ابدع في هذا الحقل الفني وتخصص في رسم الاشخاص بدقة متناهية بل وابرز كل تفاصيل الملامح من فرح وتعب وارهاق ومهابات ووقار الشيخوخة بل وابدعت لوحاته في رسم الطابع المعماري الذي يتفرد به اليمن ، وكذلك في رسم الجواد العربي والوعل العربي والذي اوشك على الانقراض كل ذلك ابرزه برخاء اللون وانكسارات الضوء والظل ودقة التفاصيل وروعتها .
وعن الفنان زكي اليافعي فقد ذاعت شهرته في العالم العربي ودول الخليج بل انه فنان تشكيلي عالمي زاخر بإنتاجاته ولا اتوقع ان اي شخص يميل الى الفن التشكيلي الا وشاهد بعض من لوحاته الساحرة بل وتوقف يقراء ما ابدعته ريشته من ابهار وجمال وسحر واتقان يصل مرحلة الكمال .
من متابعاتي فقد علمت ان الرسام (زكي) انتهى قبيل ايام من اكمال لوحته ( الوعل ) ولقد شاهدت هذه اللوحة عبر النت فكانت قمة في الدقة والابداع اراحت عيني ومشاعري فالتحديق الى الجمال يشيع في النفس الفرح والبهجة والراحة .
كم اتمنى في ان نفتح كليات فنون في كل جامعاتنا ، فاليمن متحف كبير وغني بجمال طبيعته وتضاريسه وبنيانه التاريخية وقلاعه بل وانسانه الذي لا زال متشبثا بتقاليده وتراثه ، وكما عبرت رسامة يابانية زارت اليمن وقالت - ان اليمن متحف عظيم لا تمل عينك من التحديق اليه -
وعودة الى الرسام زكي اليافعي فلقد ادهشنا بلوحاته ومنها لوحة مكة ومدينة عدن كما انني توقفت عند لوحته الرائعة ( الحصان العربي ) وتتخيل وانت تشاهد هذه اللوحة بان التفاصيل تكاد تتفوق في اللوحة عنما يمكن ان تكتشفه عيناك .
انها المواهب التي تزخر في وطننا وعلينا ان ندعمها بكل سخاء ، فكما قلت دائما نحن لا نتذكر قياصرة روما ولكننا نتذكر ليناردو دافنشي ومايكل انجلو . وما هي ايطاليا بدون لوحات ومنحوتات هولاء العظماء .
هل نستطيع ان ندعم الرسامين والموهوبين في بلادنا . لقد باع بعض الرسامين في وطننا لوحاتهم وهي تمثل مدخراتهم وتحفهم الاثيرة وذلك لشراء الخبز .