آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-10:16ص

من قتل مالك اقوى بندقية مستأجرة في العالم..؟!

الخميس - 24 أغسطس 2023 - الساعة 03:26 ص

عبدالحكيم الجابري
بقلم: عبدالحكيم الجابري
- ارشيف الكاتب


لا نتهم جهة معينة في تصفية يفجيني بريجوجين مالك شركة فاجنر الأمنية، ولكننا نعتمد القاعدة العلمية الجنائية التي تبحث عن " من هو المستفيد من الحادثة"، مع الاحتفاظ بالقول ان العالم كله يستفيد من غياب مجرمي الحروب.

وانطلاقا من القاعدة المذكورة، نبحث هنا عن المستفيدين من حادثة غياب أو تغييب زعيم مجموعة فاجنر، الذي قضى يوم الأربعاء، في عملية اسقاط طائرته الخاصة، اثناء مرورها بالقرب من أجواء العاصمة الروسية موسكو، باتجاه سان بطرسبورج كما ذكرت الأخبار، سنجدهم كثر هم المستفيدون، وهم على الترتيب الآتي:

- روسيا، التي تعرض فيها نظام الرئيس فلاديمير بوتين للتهديد عندما تمردت قوات فاجنر في ظل حرب تخوضها روسيا ضد اوكرانيا، ووجه سلاحه نحو موسكو التي وظفته في هذه الحرب.

- اوكرانيا، وهي التي تعرضت لضربات موجعة من قوات فاجنر في عدة جبهات وأكثرها ايلاما جبهة ماريوبيل، التي خسرتها اوكرانيا بعد ان خسرت الاف الارواح وخسائر مادية لا تحصى.

- الولايات المتحدة الامريكية، التي كانت تصنف فاغنر كمنظمة ارهابية، وكانت تثير القلق لدى الاجهزة الأمنية والدفاعية الأمريكية كونها منظمة أمنية مسلحة متفلتة لا تحكم انشطتها أي ضوابط، الأمر الذي يجعلها مصدر تهديد لأمنها القومي ولمصالحها في العالم.

- فرنسا وعدد من الدول الأوربية، اذ شكلت فاغنر مصدر تهديد مباشر لمصالح هذه الدول خاصة بعد أن برز نشاطها الكبير في قارة افريقيا حيث تتركز مصالح فرنسا وعدد من الدول الاوربية، وبات نشاطها يتمدد في ظل خطط جديدة رسمها مالك فاجنر المغيب وبدأ تنفيذها في النيجر.

وهكذا تتحدد الجهات المستفيدة بالدرجة الاولى من غياب بريجوجين عن العالم وأحداثه، ولكن اغلب الظنون ونظرات الاتهام تتجه الى الرئيس بوتين، الذي شعر باهانة شخصية بالغة، عندما توجهت قوات فاجنر باتجاه موسكو التي لم يفصلها عنها الا اقل من 200 كلم، بعد ان قطعت مئات الكليومنرات من اوكرانيا وداخل روسيا، دون أن تتصدى لها أي قوة روسية، وكان ذلك بمثابة تهديد حقيقي لحكم بوتين عوضا عن كسر هيبة الجيش الروسي واهانة للرئيس ذاته.

ولكن، تظل الحادثة، نهاية طبيعية لكل مجرم حرب، وقائد لمجاميع من المرتزقة والبنادق المأجورة، فلا قوانين سماوية ولا وضعية تحمي أمثال هؤلاء،، لأنهم لا يعترفون الا كم سعر كل نفس يزهقونها، أو كم قيمة العملية التي سينفذونها، وكأنها عمليات مقاولات انشائية، ولا مكان للضمير الانساني في قواميسهم وسلوكهم الاجرامي.