آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-10:46ص

من يلعبون بورقة الإرهاب سيحرقون أصابعهم ومنازلهم أيضا

السبت - 19 أغسطس 2023 - الساعة 05:05 ص

عبدالحكيم الجابري
بقلم: عبدالحكيم الجابري
- ارشيف الكاتب


اللعب بورقة الارهاب مسألة في غاية الحساسية والخطورة، لأن الإرهاب سبب مآسي ونكبات للعديد من الشعوب، وعانت منه كثير من بلدان العالم، ونظرا لنتائجه الكارثية سخرت لمكافحته امكانيات دول، وتشكلت تحالفات لمواجهته ومنع انتشاره.

ولا تزال العديد من الدول العربية تعاني من هذه الآفة، وتظل اليمن أكثر البلدان المتضررة من الإرهاب، ولا تزال مكافحته محور مهم من محاور التحالف العربي والتعاون الدولي، الذي يبذل الجهود المالية والأمنية والعسكرية الكبيرة للقضاء عليه، وهو نتيجة لأنظمة سياسية متوارثة.

وبعد أن قطع التحالف العربي والدولي شوطا كبيرا في القضاء على الإرهاب في اليمن، وباتت كثير من المناطق والمحافظات المحررة خالية من الإرهاب، وفي مقدمتها حضرموت، التي مرت بتجربة مريرة وخاصة مديريات الساحل، عندما سيطر تنظيم القاعدة الإرهابي عليها، وتحقق النصر وتم دحر التنظيم الإرهابي، بدماء وسواعد النخبة الحضرمية، وبدعم مشكور من الدول الشقيقة في التحالف العربي.

بعد سبع سنوات من تحرير حضرموت، وتطهيرها من دنس تنظيم القاعدة الإرهابي، وبعد أن باتت حضرموت بجميع مناطقها ومديرياتها واحة سلام، وباتت نموذجا للأمن والاستقرار وللسلام الاجتماعي، برزت أصوات شادة، تحمل الشر لحضرموت وأهلها، وتستدعي الشر والموت والصراعات، من خلال ما يتداوله بعض الناشطين المحسوبين على بعض المكونات، ظنا منهم انهم يحسنون صنعا.

ان من يروجون لوجود الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في حضرموت، انما يروجون ويسعون لاثارة الفتنة والاقتتال، وللأسف ان من بينهم نشطاء حضارمة، دون أدنى اكتراث منهم لمخاطر مايفعلونه و ما يروجون له، على أهلهم ومناطقهم، التي تنعم اليوم بحالة من الأمن يحسدون عليه.

ان الحفاظ على أمن واستقرار حضرموت مسألة في غاية الأهمية، ليس لأهل حضرموت فقط، انما هو مهم ايضا لكل المناطق والقوى في الاقليم اليمني بكل اتجاهاته، الجنوبية منها والشمالية والشرقية والغربية، وهو مهم ايضا للاقليم والعالم بشكل عام.

وما يجب أن يدركه كل من يحاولون اللعب بورقة الارهاب، ظنا منهم انهم سيحققون بذلك مكاسب تكتيكية، ان الحال سينتهي بكم وبكل تأكيد، الى احتراق ليس أصابعكم فقط، بل ان الحرائق ستلتهم بيوتكم أيضا، فنار الارهاب ان اشتعلت لن تعرف حدود، ولن تميز بين لون سياسي وآخر، وعلينا جميعا أن نسأل الله السلامة، وأن نحكم صوت العقل والحكمة، وأن نسعى جميعا الى احلال السلام والأمان، وأن تكون حضرموت نموذجا للجميع في تحقيق الأمن والاستقرار.