إن ثمار الجهود الأمنية بوادي حضرموت بدأت تأتي أوكلها وقد ظهر ذلك جليا ومشاهدا مما أدى إلى انخفاض معدلات الجريمة وزيادة ثقة الناس بالأجهزة الأمنية وتقديرهم لها منذ قدوم مدير أمن الوادي والصحراء الحالي ولكن شي مؤسف أن تطالعنا وسائل الإعلام مجددا بواقعة هروب جديدة هذا اليوم الخميس لمجاميع من المساجين بسجن الشرطة العسكرية بالمنطقة العسكرية الاولى بسيون في مكان يتواجد به مئات الجنود وحواجز أمنية الأمر الذي يجعل العذر أقبح من الذنب وتبرير عملية الهروب غير مقبول ولامنطقي أبدا ويدل دلالة واضحة على الفشل العميق والإرادة المعدمة في تأمين هذا الوادي المكلوم منذ سنوات .
إن ذلك الإهمال والتهاون في أداء الواجب الوطني وتحمل المسؤولية الوطنية والقانونية وما يخلفه من اختلالات أمنية يؤكد للجميع بما لا يدع مجالا للشك أن هناك ما وراء الأكمة وحسابات سياسية ضيقة و أيادي خفية لاتريد لحضرموت أن تنعم بالسلام والأمن وإلا لماتكررت عملية الهروب الغير منضبطة في مكان يفترض أن تكون درجة اليقظة الأمنية ودرجة الحيطة والحذر عالية جدا.
إنه حقا ويقينا مهما كان طموح راسمي تلك الحسابات السياسية الضيقة و المماحكات المفضوحة فلا يمكن أن تكون على حساب أمن وإستقرار هذه الأرض الطيبة وأمن أبنائها الخيرين التي احتضنت المسيطرين سنوات عديدة وهي جريحة مكلومة وليس من العدل ولا الإنصاف أن تجازى اليوم بهروب متكرر للسجناء وفي كل حادثة هروب لم نسمع يوما عن محاسبة أو محاكمة من يتسببون في تلك الوقائع .
والحقيقة الثابتة أن الأرض لن يحميها غير أبنائها المخلصين مهما طال الزمن فهم من سيضحون من أجلها ويزدون عن ترابها الطاهر وإن غدا لناظره قريب.
