آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-07:24ص

شور وقول

الأربعاء - 09 أغسطس 2023 - الساعة 06:55 م

احمد الجعشاني
بقلم: احمد الجعشاني
- ارشيف الكاتب


اختفى اليوم الثمد من سوق السمك  وهو النوع المفضل عند المواطن في عدن ربما  هو ليس افضل الانواع . مثل الديرك والسخلة وغيرها من أنواع الفئة الاولى . الا أنه جيد وطيب المذاق و سعره مقبول للمواطن  والسبب في اختفائه من السوق لا أحد يعلم عن السبب  ولكن الارجح من القول انه تم تصديره الى الخارج   لان المواطن لا يقدر على سعره بعد أن  ارتفع بشكل جنوني وغير مقبول  من ستة الف ريال للكيلو قبل اسبوع فقط الى اثنا عشر الف ريال للكيلو . اغلب المواطنين في عدن احجموا عن شراء السمك من السوق . حتى سمك الباغة الذي هو ارخص انواع السمك . حيث ارتفع سعره وصار يباع الحبه بألف ريال. 

كان يباع المشك عشر حبات بألف ريال اصبح سوق السمك عندنا مرتبط بسعر الدولار  متى ما ارتفع الدولار ارتفع سعر السمك والبقية تتبع  لم يجد المواطن له مكانا في هذا الوطن  سوى الانزواء والجلوس في البيت ويأكل من فتات الخبز وشرب الشاي أن وجد  هذا ما شهدت بنفسي وأنا ازور صاحبي وجاري في الحارة  عندما افتقدت وجوده ولم اعد أراه كان يمضي كل يوم صباحا الى السوق  يشتري السمك وأحيانا كنت التقيه في السوق مر أسبوع كاملا لم ارى له حس ولا خبر كأنه اختفى من الحارة ظننت أنه مريض او سافر سألت عنه ابنه الصغير في الحارة فين أبوك ياولد أجابني أنه في البيت عجبت من الامر فذهبت الى داره ودخلت عليه  وجدته جالسا مقبعا وسط الصالة في حال يرثى لها وكأن هموم الدنيا نزلت عليه  كان من شكله وحاله يدل أنه ضبحان قرفان من كل شيء  بعد السلام عليه  والترحاب منه وأن كان لا يحب أراه في هذه الحال السيئة  سالته عن سر غيابه قال لي   لا يوجد شيء يستحق الخروج لأجله  قلت له لم أراك في الحارة أو تذهب الى السوق كعادتك .

 في البداية كان يبرر بأنه مشغول شويه ويتملص في كلامه عرفت انه يحاول الهروب من الإجابة ولكن استطعت اقناعه بالكلام وهذ ما قاله  قال يا أخي السوق اصبحت  الأسعار فيه مرتفعة ونحن لم نعد نقوى على الشراء  كما تشوف الحال صعب جدا والراتب لا يكفي بقية الشهر  وأنا اكتفيت بالجلوس هنا لا حاجة لنا بالسمك او الدجاج او غيره من مقتضيات السوق  يكفينا الخبز والشاهي والحمدالله على كل حال . خرجت من دار صاحبي وانأ أتحسر واضرب كفا بكف وأقول لا حول ولا قوة الا بالله وهل وصل بنا الأمر أننا لا نقوى على الشراء أي شيء من السوق اصبحت قيمة الاسماك او الدجاج وقوتنا اليومي أكبر من دخلنا الشهري. والراتب اصبح ضيف يأتينا الاسبوع الاول من الشهر ويختفي خرجت من عند جاري وأنا اتحسر وأندم على ما وصلنا له من ضعف وهوان جاري هذا كان موظف كبيرا في الحكومة وكنا نعتبره من فئة ذوي الدخل العالي وتقاعد من سنوات قبل الحرب لم اتخيل يوما ان حالته ستبوء وتكون بهذه المأساة . 

اذا كيف بقية المواطنين او الموظفين الصغار كيف حالهم وكيف وضعهم الان لحظتها شعرت بغثيان أصاب معدتي وحاولت الخروج من الحالة التي وضعت نفسي فيها الا أن كثير من الاسئلة ظلت تطاردني. لماذا المواطن هو من يدفع ثمن فساد الحكومة المواطن يئن ويصرخ من المعاناة في كل شيء. الاوضاع المعيشية تفاقمت الى درجة غير مسبوقة . ارتفاعات صاروخيه في الاسعار يعجز الناس عن توفير حاجتهم الأساسية من الغداء. بينما كبار المسؤولين والسياسيون يعيشون في الخارج وفي بروج عالية . عجزت الحكومة مرارا  عن ضبط الاسعار . لم تستطع حماية المواطن من ارتفاع الأسعار وحماية الوضع المعيشي . أن حال المواطن في عدن  يعاني ثمان ساعات تحت لسعة الحر الشديد دون كهرباء . ويعاني في قوته ومعيشته بسبب ارتفاع الأسعار. سؤال أخير أوجه الى الحكومة والمسؤولين في الدولة . الى أين أنتم ماضون بنا اتقو الله فينا  انكم مسؤولون عنا وستحاسبون أمام الله . يقول عمر بن الخطاب . لو عثرت بغلة في طريق العراق لسألني الله عنها . لما لم تصلح لها الطريق ياعمر .