نعيش - نحن اليمنيين - علاقة غير سوية مع أنفسنا ، انحدرت من موروثات متراكمة ضمن مزيج من النقائض والأضداد في صميم تكويننا المجتمعي ، دون جرأة على ترك ما هو تاريخ للتاريخ ، والإبقاء على ما هوحاضر ومستقبل للحاضر والمستقبل .
أخفقنا في تحويل كل صراعاتنا إلى قدرة على الحياة الفاعلة المنتجة ، والمشاركة في بناء وطن يسوده العدل والاستقرار والتنمية ، والإبداع العلمي والمنجزات العملاقة ، نجحنا بامتياز في استعداد منقطع النظير لإراقة الدم في معركة السلطة .
إن العصبيات والمذهبيات ولو لبست ثوب السياسةأو رداء الوطنية الزائفة ، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكن مرجعية لمجتمعنا اليمني يواجه بها تحديات العصر ، وإذا ظلت هي الأساس في التعامل ، فلا مناص أمامنا من خيارين ، أحلاهما مر ، إما تحويل اليمن لشجرة في فناء العصبيات المذهبية أو السياسية التي يجري هندستها على قدم وساق برعاية دولبة ، وإما استمرار الحرب الأهلية لاستكمال تحلل الدولة والوطن .
يبقى الاختبار الأكبر هو استيعاب عناصر القوة الخلاقة اللازمة للنهوض باليمن في ميادين الاقتصاد والسياسة ، لكل من لا يحمل البندقية على كتفه ليفرض مشروعه ، على طريق إقامة علاقة صحية مع الذات ومع الآخرين ، وبما يمكننا من إدارة الصراع السياسي بأدوات العصر الديمقراطية .
#عبدالواسع_ الفاتكي
