آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-10:01ص

لا تحدثني عن العزيمة يا زبيدي وأنت لا تعرف ما يحدث في الكواليس

الخميس - 27 يوليه 2023 - الساعة 10:49 م

صديق الطيار
بقلم: صديق الطيار
- ارشيف الكاتب


لا تحدثني عن الصبر والعزيمة يا زبيدي وأنت لا تعلم كم هي الأشياء التي أنتظر عودة الساعتين الكهرباء لأعملها.. 
لا تحدثني عن العزيمة وأنت لا تعلم أني لا أستطيع النوم كل ليلة بسبب الحر الشديد، وأقعد أراقب عقارب الساعة وهي تتحرك ببطء، لتمضي الست أو السبع ساعات لتعود الكهرباء لساعتين لكي أنام ولو ساعة واحدة فقط، استقوي بها على تحمل ساعات الدوام في الصباح..

لا تحدثني عن الصبر والعزيمة وأنت لا تعلم كم هي الابتلاءات التي أصبر عليها يومياً من أجل أسرتي في ظل هذا الواقع الاقتصادي والمعيشي الكارثي والمأساوي، حتى أني أخشى أن أعتاد عليها..

لا تحدثني عن قوة تحملي، فأنا أتحمل كل يوم سخافات الساسة والمسؤولين التي لا تحتمل.. أتجاوز مواقف لا تستطيع أنت تجاوزها.. مواقف وتفاصيل حياة مرهقة للنفس والروح والجسد، تحاول دفعي للانهيار ولا أنهار..

لا تحدثني عن الصبر والعزيمة وأنت لا تعرف كم مرة تجاوزت نوبات القلق حتى أبدو هادئاً ومتماسكاً أمام الجميع.. أنت لا تعرف كم مرة تجاوزت شعور الاكتئاب والانهيار العصبي والانكسار والقهر والحسرة.. كل هذه المشاعر احتفظ بها بداخلي خوفاً من أن أبدو أمام أحد في غاية الهشاشة والضعف..

لا تحدثني عن العزيمة وأنت لا تعلم أني أعيش يومياً حرباً مع نفسي التي تبحث عن أي فرصة للهروب من هذا الواقع المتعب والمرعب والغاية في القسوة.. مسؤوليات والتزامات وصعوبات وضغوط حياة لا تنتهي..
لا تحدثني عن الصبر والعزيمة يا زبيدي وأنت لا تعرف ما يحدث في الكواليس.