آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-08:57ص

شور وقول!

السبت - 22 يوليه 2023 - الساعة 12:12 م

احمد الجعشاني
بقلم: احمد الجعشاني
- ارشيف الكاتب


خذوا كلامي هذا . (شور قول) حتى وأن كان لايلامس الواقع ولا يصدقه عاقل . وبعيدا عن المصداقية في زمن العولمة و الميديا الكترونية التي اصبحت في متناول الصغير قبل الكبير . الذين  اصبحوا يعرفون كل شيء . لكن في الحقيقة . أني لم  اتفاجئ كثيرا كنت مثلي مثل غيري من الناس . عجبني مانشر من مكتب .. رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي ..من انه سيفتح منصة إلكترونية في موقعه الرسمي المباشر برئاسة الجمهورية .. يقال أنه من خلالها يستطيع  أي مواطن التواصل مع رئاسة الجمهورية وإرسال مايريد من مطالب او شكاوي ليتم الرد عليها .. قد تكون خطوة رائعة ولكنها متأخرة .. واستغرب ذلك وأقول في نفسي ما الجدوى منها  في حقبة وزمن التواصل الاكتروني وفضاء الميديا الواسع . لا أعرف ما الجدوى منها . وهل يعقل أن مكتب رئيس الجمهورية الى الان ليس لديه منصة الكترونية . كيف يعمل وكيف يتواصل مع المسؤولين ،  ومطالب المواطنين التي هي معروفة و مليئة الدنيا في كل بقعة من بقاع الوطن . وكل اماكن و مواقع التواصل والميديا ولاتحتاج الى وسيط إلكتروني جديد . الا اذا كان الانسان المسؤول في بلدنا هذه  مغيبا عن واقعه . ولايتابع مايحدث من معاناة لهذا  للمواطن . من جور وظلم وتعسف على حقوقه الخدمية . وما تبثه قنوات التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية  كل ساعة وكل  يوم  . رسائل لم تبلغه ولا تبلغ حتى من مستشاريه. والطابور الطويل من المستشارين الإعلاميين في مكتبه .

ذكرني ذلك زمان في حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضي . حيث كان لايوجد شبكات نت أو مواقع تواصل اخبارية واجتماعية.  حين كان الرؤساء والمسؤولين  يبحثون في صنادق البريد واللقاءات المباشرة . وكانوا حريصون على تلمس مشاكل وقضايا المواطنين ..  وقد قرأت مرة طرفة من مذكرات عبدالرحمن الجيار . حين كان مدير مكتب الرئيس جمال عبدالناصر . أن الزعيم جمال عبدالناصر  كان يأمر بفتح صندوق سيدنا الحسين . ويقرأ مافيه لمعرفة مايرسله البسطاء من الناس . من طلبات وشكاوي لسيدنا الحسين في ذلك الوقت . فوجد رسالة من فلاح مصري بسيط انه محتاج ٢٠٠ جنيه . جهاز البنت فكتب اسمه وعنوانه في الرسالة . فقرأها عبدالناصر  فأمر له ١٠٠ جنيه مرسلة وأوصل له المبلغ وقالوا له دي من عند عبدالناصر . رد على رسالتك لسيدنا الحسين . بعد اسبوع قرأ عبدالناصر خطاب أخر من نفس الرجل . أن ما وصلوا ١٠٠ فقط وعبدالناصر أخذ ١٠٠ جنيه الاخرى لنفسه . وطالب سيدنا  الحسين أن يرسل له الباقي ١٠٠ جنيه مع واحد ثاني غير عبدالناصر فضحك كثيرا من بداهة الفلاح ، أمر عبد الناصر  بإرسال ١٠٠ جنيه أخرى له ..  

ورسالة أخرى  ذكره الكاتب والصحفي الكبير .. محمد عمر بحاح في عموده الاسبوعي في صحيفة ١٤أكتوبر تحت عنوان ( أشياء لا تنسى) . قال كان الرئيس سالمين شديد الاهتمام بشؤون وشكاوى المواطنين وحريص على متابعتها . وذكر على سبيل المثال لا الحصر . كانت تراجعنا في مكتب الرئاسة أميرة من سلطنة  لحج قبل الاستقلال .  تراجعنا في شؤون أسرتها بعد الاستقلال . وقد أحال إلى الرئيس سالمين قضيتها . والحقيقة أن قضيتها لم تكن من النوع السهل الذي يمكن حلها في يوم او يومين . بل تتطلب وقتا . وكان على الاميرة أن تأتي يوميا من لحج الى الشيخ عثمان . ثم التواهي ومن ثم الى الفتح الى داخل مكتب الرئاسة . ثم تعود مرة اخرى أيام متتالية كان مشوار صعب ومرهق على فتاة مثلها . وفي تلك الايام هل يمكنك أن تتصور اننا كنا أنا وعبدالله سليمان كنا نقوم بايصال هذه الاميرة الى فرزة الشيخ عثمان حتى تعود الى لحج . وبسيارة عبدالله سليمان الخاصة . وفي ايام الانتفاضة والشعارات المعادية للسلاطين والرجعية في ذلك الوقت ..  واحيانا قال كان الرئيس يدخل علي ويقول ماذا سويت في مشكلة عجوز القلوعة . يجعلني احيانا اتسمر في مكاني . ولبرهة لم ارد عليه .. اكون في حالة ذهول .. رغم أن المشكلة وجدت طريقها الى الحل .. اقول حلت المشكلة كما امرت . وعادتا كنا نوجه رسائل الى الادارات ومتابعة حلها .. واحيانا نقوم بالاتصال التلفوني ومناقشة حلها مع المختصين .

بينما اليوم العالم تغير واصبح اصغر مما كان . عالم الاتصال المباشر بين كل البشر . وقنوات التواصل مفتوحة على اللاخر . وكل اخبار الدنيا امامك لحظة بلحظة . والعالم كله يعرف ماذا يحدث عندنا .

الا مسؤولينا لايعرفون او لا يدركون مايعانيه المواطن عندنا . وأنا لا اعرف هل مكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي . لايعلم الى الان ماهي مشاكل المواطنين . وماذا يعانون منه ..؟ وهل يحتاج الى منصة الكترونية لمعرفة قضايا ومشاكل المواطن . ربما يكون صادق في توجه ويريد أن يعرف أهم القضايا ومشاكل المواطنين عن قرب ..

سأقول واشور عليك ياسيادة الرئيس .. بإيجاز ما هي هموم المواطن التي تؤرقه كل يوم ..

أنها الكهرباء .. ولعنة الكهرباء . وهي أهم معضلة تواجه المواطن كل يوم . عليك معالجة منظومة الكهرباء الناس تموت كل يوم من الحر . وثانيا الاسعار .. وغلاء المعيشة تموت الناس جوعا أمام ارتفاع الأسعار وارتفاع الدولار .

قضيتين لا ثالث لهما .. أقول .. ولا يكفي ..  ونرى ماذا بيدك من حل .. ؟