آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-12:04م

حرب الخدمات .. تدمير شامل

الجمعة - 21 يوليه 2023 - الساعة 10:20 م

منصور نور
بقلم: منصور نور
- ارشيف الكاتب


 

منصور نور

 هي السجن الأبدي والفردوس لنا، منذ ولدنا فيها، وجَريمتنا الجسيمة إنها تسكننا، ولإنها مدينة النور والأخلاق، والتنوير والفكر، ولا نكتفي بالتسجيل في بطاقة الهوية - مكان الإقامة الدائمة، أو محل الميلاد: ولاية عدن أو م/ عدن، بل نمضي لنحافظ عليها عنوانًا لأنسانيتنا وقبولنا للتعايش مع المجتمع السلمي الآخر، وزيادة للتأكيد تدلّ أفعالنا على عراقة تربيتنا على القِيَم المدنية.

و نتعرض للضيم والظلم والترهيب بكل أشكاله، لإننا نحمل جوهر عدن المدينة الكونية.. مدنيون نرفض ما تمليه القبيلة لنصبح أمةً وشعبًا وأُفرادًا نحب بناء السلام والتعايش المدني والحوار السلمي وعدن ملتقى ثقافات الشرق والغرب، تطهرنا هذه المدينة الكونية من أدران الحقد والكراهية ونجاسة الخديعة والتآمر !

وما تخريب الخدمات الأساسية، وتدمير مظاهر الحياة المدنية فيها، وإذلال أهلها وتهميشهم، ما هو إلا استمرار لحرب الخدمات الأساسية طويلة الأمد وهي التدمير الشامل على عدن وحواضر السلطنات المجاورة لها، والتي كانت مكملة لحركة التنوير والتغيير في الحياة الثقافية والتجارية والزراعية.. في مثلث عرف بمثلث العطاء والخير..
عدن وحاضرة آل الفضل والعبادل، وإذا نُحرت عدن بمقصلة السياسة في دورات التناحر والتصفيات الدموية، نزف دمًا دلتا تبن وأبين وسائر الوطن، حتى يُحبس الغيث ويحرق الزرع فيهما.

وعيبنا إنَّ عدن مدينة النور، أمّ المساكين والخائفين، تطمئنُ قلوبنا لمن يأتينا مستجير ويتحول فيما بعد إلى مستذئب مسعور، يعادي عدن وينهش لحمها ويمزق لُحمة نسيجها الاجتماعي المدني، ويأتي بأسوأ ما أملته عليه القبيلة من عنصرية وغطرسة و"جاهلية القرن الحادي والعشرين" وبردٍ مذموم إن أبناءها لا يصلحون لإدارة شئونها وقيادة مستقبلها، وهذه مصيبة كارثية.

وعدن.. لا .. و لن تقبل بسياسي زنديق، و لا بمناضل محتال.