آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-02:11ص

فرعون ورمال أبين

الأحد - 16 يوليه 2023 - الساعة 02:04 م

احمد سالم فضل
بقلم: احمد سالم فضل
- ارشيف الكاتب


الامتداد الجغرافي الممتد من (ظفار شرقاً الى باب المندب غرباً) هذه المنطقة من جنوب شبه الجزيرة العربية جرت فيا احداث كبيرة جداُ غيرت مسار التاريخ خلال العصور الثلاثة التي مرت بها البشرية وفيها نزلت دعوات الهيه لهداية البشرية بشر بها سلسلة من الأنبياء عليهم السلام جميعاً من أبو البشرية ادم وبعده النبي نوح الى الناجين من نسله وما بعد الطوفان وصولاً الى احداث قوم عاد التي كانت في احقاف حضرموت وقصتهم في "سورة هود ترتيبها " 46 " في المصحف الشريف " وآياتها 35 ايه ".

ان الأحقاف هي مساكن قوم عاد الذين أهلكهم الله بالريح بعد تكذيبهم لنبيهم هود، فمن هناك من الجنوب منطقة احقاف حضرموت انطلقت دعوات تجديد وحدانية المعبود اتماماً لدعوة أبو البشرية الحديثة النبي نوح عليه السلام، وقد جدد تلك الدعوة (عابر) وهو النبي هود (يا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ الآية (31).

خرج النبي هود ناجياً من الاحقاف عابراً الى وجه الله الواحد الاحد وعبروا معه المؤمنين من قومه الذين امنوا بدعوته ومنهم فالج بن عابر (وهود هو عابر) بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح (ومن نسل فالج) إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام: فهو إبراهيم بن ازر بن ناحور حسب القران، اما حسب العهد القديم (إبراهيم بن تارح) بن ناحور بن سأروغ بن رعو بن فالج بن عابر(هود)، ان جملة من البحوث التي قدمها عدد من العلماء الغربيين والعرب الذين تحرروا من الرواية التقليدية اللاهوتية المزورة التي تقدم تبريرا للمشروع الغربي في المنطقة العربية الذي اسس على زيف عدد من المرويات والاساطير التي اسقطها الواقع، أدى ذلك الجهد البحثي الى تطور هام توصل اليه عدد من الباحثين التاريخيين الى ان منطقة الروى في محافظة ابين هي مكان ولادة إبراهيم عليه السلام وان احداث موسى وقومه وقصتهم مع فرعون كانت في هذا النطاق الجغرافي "ابين ،عدن ،لحج " وصولاً الى باب المندب ومن هؤولا الباحث التاريخي السوري الأستاذ د/ احمد داؤود  والدكتور العراقي فاضل الربيعي وعدد اخر من العلماء كما أشاروا الى ان جملة من الاحداث التي جرت في هذا النطاق الجغرافي سيتم نشر اخبارها لاحقاً.

وانطلاقا من موقع جبل فرعون الكائن بجانب مدينة الروى ووصولاً الى منطقة النبؤه شرق مدينة باتيس حيث توجد عين ماء يقال ان أحد اوليا الله الصالحين ضرب الصخرة بعصاه   فانفجرت بالماء (ربما عصى موسى عليه السلام ؟؟؟) وهي لاتزال تسقي عدد من المزارع حتى اليوم وأشاره الى كلد وجبل كساد (اور كاسديم) ووادي تيم وهناك العديد من الأماكن الاثيرية التاريخية في هذه المنطقة التي ذكرتها كتب التاريخ القديمة والتي اطلع عليها عدد من المهتمين من ابناء المنطقة وفي مقدمتهم الأستاذ القدير على محمد الساكت الذي كان مرافقاً لنا اثناء الزيارة لهذا المنطقة مع زميله الأستاذ أبوبكر محمد العويني.

ان رمال ابين وكثبانها تخفي تحتها( كتاب اريكولوجياء) التاريخ المادي وخاصة تاريخ ممالك العربية السعيدة حضرموت، اوسان، قتبان. ففي النطاق المحلي هناك الكود الأبيض المقدس (الكثيب) بالقرب من يرامس مزار تاريخي لمقابر عدد من الانبياء وفي الحرور كثبان رملية تحت أحدها مدنية اثرية مطمورة ومنطقة العماد التي تتحدث عنها الاخبار ان اسمها اختصار لمدنية ارم ذات العماد، كما تم ذكر وادي تيم الممتد من موقع الحامي بعد مدنية باتيس باتجاه مناطق ردفان وجبل كساد في كلد يافع وجبل فرعون في منطقة الروى ،ان  هذه المعطيات قد رجحت الكفة مع ما توصل اليه العلماء والباحثين  العرب والغربيين عن مسار هجرة الاسرة الابراهيمية النبوية التي انطلقت من منطقة الروى محافظة ابين وكانت رحلتها فقط في نطاق الممالك القديمة القائمة جنوب شبه الجزيرة العربية ، وهم من نسل أبناء النبي هود الذين امنوا برسالته ونجوا معه بعد هلاك قوم عاد " ان هجرة الاسرة الابراهيمية كانت من الجنوب وهي وحياً من الله ورسالة الهيه لتوحيد العبادات المتعددة التي كانت سائدة  في الجزيرة العربية ومنها عبادة الثالوث الكوكبي (الشمس ، القمر ، الزهرة ) وعبادات أخرى في الممالك العربية السعيدة وان من نسلهم الأنبياء الموحدون وكتبهم السماوية  (موسى التوراة ،عيسى الانجيل ،محمدا القران ) المنزلة عليهم في هذه الارض المباركة التي انجبت الانبياء الاوائل عليهم السلام جميعاً من نوح الى النبي محمد خاتم الأنبياء

(صلى الله عليه وسلم).

  ان ضرورة استمرار البحث التاريخي العلمي والتنقيب على الاثار في مختلف أراضي الجنوب وتطوير الوسائل العلمية ودراسات اللغات السامية وترجمتها وتعلم خطوط الكتابة " المسند والزبور، ستصحح عدد من المفاهيم الخاطئة ل النصوص الدينية التي تعرضت للتحريف، ذلك سيعطي لحضارة وتاريخ ممالك جنوب الجزيرة القديمة السبق وإعادة رد الاعتبار لموروثنا الذي شوهه المستشرقين اللاهوتيين وسيعزز للأرض وللإنسانية في الجنوب حق السبق بمهبط الديانات التوحيدية السماوية التي سيترتب على نتائجها جمله من الاستحقاقات المعنوية والعينية والمادية وستساهم في أعادة امجاد ابائنا الأوائل .

من الشواهد القائمة حتى اليوم  التي تسند هذه الاقوال منها : قبر النبي هود في حضرموت ونقش اكتشف عام 1952م في محرم بلقيس برقم Ja401 Mamr 307