آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-09:21م

( عاقل الحارة )  و ( البناء العشوائي)   

الأحد - 16 يوليه 2023 - الساعة 10:54 ص

احمد الجعشاني
بقلم: احمد الجعشاني
- ارشيف الكاتب


                    

 

 


ومن القضايا المهمه التى واجهة عقال الحارات بعد حرب ٩٤م في عدن . هي ظاهرة  البناء العشوائي والاستيلاء على الاراضي  في عدن . بعد حرب صيف ٩٤م انتشر الفساد الاداري والرشوة والمحسوبيه في الاجهزة الامنيه و الشرطه . حيث كانت هناك بدأ ظاهرة جديدة على عدن ولم تعرفها عدن من قبل . وهي البسط على الاراضي البيضاء للدوله والبناء العشوائي عليها وبشكل غير قانوني . 


في عام ١٩٩٧م كانت منطقة البساتين في الشيخ عثمان منطقة ايواء اللاجئين الصومال الهاربين من الحرب الصوماليه في ذلك الوقت . حيث قام بعض من المواطنين بالبسط والبناء العشوائي في هذه المنطقه وهم كانوا قلة قليلة جدا وهؤلاء ممن تهدمت منازلهم في الحرب صيف ١٩٩٤ . وقبل الانتخابات الرئاسيه واثناء الدعايه للحمله  الانتخابيه للرئيس صالح في عدن اطلق وعد بتمليك هولاء الباسطين على الاراضي في منطقة البساتين بصرف لهم عقود تمليك من الدوله بعد تأكيد سكن من عاقل الحارة  . 


فكان مثل وعد بلفور الغير قانوني لارض فلسطين ، والذي اعطى الحق للمخالفين في الاستمرار . كان هذا القرار من الدوله هو الذي  زاد وشجع المواطنين من الاستمرار في البناء العشوائي في كل مناطق العاصمه عدن . وكان مثل الوباء الفاتك على عدن ومعالم الحضاره فيها . فأنتشر في عدن بدأ من منطقة البساتين و الممدارة والسيلة والمحاريق ومنطقة كود بيحان . واستمر البناء العشوائي في هذه المناطق بشكل كثيف  وأيضا المتاجرة فيها بيع وشراء . بل هناك من المهمشين( الاخدام) من باع بيته وقام بالبسط والبناء العشوائي على مساحات كبيرة .


وكل ذلك كان يحصل امام مسمع وبصر الاجهزة الحكوميه . ودون أي تتدخل من الاجهزة الامنيه ، في ردع هولاء الباسطين على الاراضي الذين يعبثون بشكل غير قانوني . بل مما زاد الطين بله تم إدخال خطوط الماء والكهرباء للمساكن العشوائيه بتوجيهات عليا من الدوله . بعد اثبات ورقة سكن من عاقل الحارة ممثل الدوله في هذه الأحياء والحارات . فكان المواطن يأتي الى عاقل الحارة بورقة طلب تأكيد سكن في الموقع العشوائي فيختم له العاقل بعد التأكد فيتم ادخال الماء والكهرباء لسكن العشوائي .


وفي عام ٢٠٠٨م قبل الانتخابات الثانيه بعد حرب ٩٤م ومن أجل دعايه انتخابيه  تم نزول لجان توثيقيه وإطلاق الوعود للناس مكونه من المحافظ والأمين عام المؤتمر الشعبي العام . بغرض صرف عقود اراضي بنيت عليها مساكن عشوائيه . للمواطنين في مناطق البساتين والممدارة والسيله وكود بيحان . فهرع الناس  على التوسع في البناء العشوائي حتى اصبحت ضاهرة سوداء في عدن . وامتدت الى المناطق  الجماليه في عدن . وهي المناطق السياحيه والمناطق الاثريه والمناطق المتميزه بطابع جمالي وحضاري مثل كريتر وخاصة الصهاريج وعقبة عدن وصيره والمعلا امام الميناء وحوله وفي المنطقة الحرة في كالتكس. وفوق الجبال والتواهي امام المنتزهات الساحلية وداخلها . مما تسبب في تشويه معالم مدينة عدن الجماليه والحضاريه وتاريخها الاثري وتشويه معالم جمال المدينه . ومن مشكلات البناء العشوائي في مدينة عدن  خلق مشاكل بيئيه كبيرة وبالخدمات العامه . مثل البناء فوق احواض الصرف الصحي وكابلات الكهرباء وخطوط انابيب المياه . ومن الاسباب التى جعلت المواطنين يتوجهون الى البناء العشوائي هي .


 اولا توقف الدوله عن بناء مشاريع سكنيه جديده  للمواطنين بعد حرب ٩٤م .


ثانيا المضاربه العقاريه وارتفاع قيمة الاراضي . 


ثالثا وعد القيادة السياسيه في الدوله بصرف عقود تمليك للباسطين عشوائيا وإيصال الماء والكهرباء .


 وكل ذلك كان  نكاية بالحزب الاشتراكي المهزوم  بعد حرب ٩٤م ورغم كل ذلك لم تستطع الحكومه غلق هذا الباب الذي فتح على مصراعيه لنهب عدن .حتى بعد سقوط دولة صالح والمؤتمرالشعبي العام . لازالت مدينة عدن تدفع الثمن من تخريب واستيلاء على الاراضي والبناء العشوائي الى الان ونحن في العام ٢٠٢٣م 

 

* أحمد الجعشاني *