(من كنت مولاه فهذا علي مولاه)، كلمة تربوية عميقة قالها النبي صلى الله عليه وسلم، ليعلم بها الصحابة والأمة من بعدهم درسا في أدب الخلاف مع أهل الفضل والسابقة وأهل القربى.
جاء هذا الدرس التربوي على خلفية حادثة حصلت بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبعض أصحابه في طريق العودة من إحدى الغزوات في اليمن، وكان علي رضي الله عنه أميرا على تلك السرية، فمنعهم من ركوب إبل الصدقة، وأغلظ القول على من ركب منهم، فزاد اللغط إلى الحد الذي تجاوز فيه بعض الناس حدود الخلاف الإداري إلى الكلام في شخص علي رضي الله عنه والحط من مكانته وقدره.. فجاء هذا الدرس النبوي ليعدل الميزان ويضع الأمور في نصابها، مرسيا لقاعدة في أدب الخلاف مع أولي القربى وأهل الفضل والسابقة وأمراء السفر والجهاد!.
إذن لسنا أمام مرسوم سياسي يمنح الوصية لشخص علي رضي الله عنه وسلالته من بعده في الحكم والسلطة من دون المؤمنين، كما يزعم أهل الأهواء ومتبعي متشابه الأقوال.. ولكننا أمام درس في الأدب يوجه إلى أؤلئك الجفاة الأغلاظ في كل زمان ومكان، الذين لا يرعون لأهل بيت النبوة ولأهل العلم والسابقة في الإسلام فضلهم ومحبتهم.