آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-10:46ص

حضرموت عصية على السقوط في مستنقعات فوضتكم وصراعاتكم

الخميس - 06 يوليه 2023 - الساعة 10:57 م

عبدالحكيم الجابري
بقلم: عبدالحكيم الجابري
- ارشيف الكاتب


منذ تأسيس الانتقالي الجنوبي، تم التخلي عن احياء ذكرى 7/7 التي كان يقيمها الحراك الجنوبي في كل المحافظات الجنوبية، باعتبارها ذكرى اجتياح قوات علي عبدالله صالح لهذه المحافظات والسيطرة على عدن، كما تم اعتماد ذلك التاريخ في 2007 يوم اعلان الحراك الجنوبي كتيار ثوري منظم، وظل الاحتفال به بشكل سنوي الى أن تم الاعلان عن المجلس الانتقالي، الذي أُريد به بديلا للحراك الشعبي، وليطوي معه كل مايرمز الى هذه الحركة الجماهيرية الثورية.

بعد كل هذه السنوات من الغاء الاحتفال بهذه الذكرى، بل تم التخلي عنها وعن رموزها الذين بات الكثير منهم بين شهيد او مسجون او منفي في الخارج، ينبري الانتقالي وقيادته بالدعوة لاحيائها تحت مسمى يوم الأرض، والأمر مكشوف تماما، فالهدف ليس احياء مناسبة جماهيرية هو تخلى ومنع قيامها سابقا، وسام رموز الحراك كل الويلات، انما هناك أهداف أخرى لا تخفى عن أبسط من يفقه في العمل السياسي.

ان الدعوة للاحتشاد في ذكرى 7 يوليو انما هي حق يراد به باطل، كون الداعي لها لا يؤمن بها وحارب كل من يحييها، كما ان اختيار حضرموت وخاصة ساحلها، التي تنعم كافة مديرياتها بالأمن والاستقرار، هي محاولة لمساواتها ببقية مناطق الجنوب التي تفتقد للأمن والاستقرار، وتعيش حالة من الفوضى وانتشار للجرائم بشكل مخيف، وغياب العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان فيها، وهي نموذج أسود يحاول الداعين للاحتشاد في حضرموت نقل ذلك النموذج اليها، كما انها مجرد طيش سياسي وفوضى فكرية تعيشها هذه القيادات، التي تبني قراراتها على ردود الأفعال، ما يجعل الفعالية كردة فعل على التطورات الحادثة في حضرموت، وفي مقدمتها الاعلان عن مجلس حضرموت الوطني، الحامل السياسي للقضية الحضرمية، وهو ما أسقط أي ادعاء بأن قرار حضرموت بأيدي غيرها، انما العكس فبالمجلس الوطني امتلك أهل حضرموت قرارهم، وحق تمثيل أنفسهم أمام الغير.

ستمر هذه الفعالية كسابقاتها، وسيعود البسطاء الى ديارهم، منهكين متعبين، وستظل معاناتهم التي يتحمل من دعاهم للاحتشاد الجزء الكبير منها، كونهم يعطلون كل محاولة لانهاء الحرب وحل الأزمة اليمنية، او على الأقل تحسين أوضاع سكان المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، وتقديم نموذج غير الذي هم مستمرون عليه، ويحاولون تعميمه على المحافظات الشرقية، وفي مقدمتها حضرموت التي تمثل رمز الأمن والاستقرار والتعايش السلمي.