آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-02:05ص

تجريف المجتمعات وتحويلها إلى الفشل "النمطي"

الأربعاء - 05 يوليه 2023 - الساعة 02:13 م

عمر محمد السليماني
بقلم: عمر محمد السليماني
- ارشيف الكاتب


كانت دول "العالم الثالث" تعاني مما عرف بهجرة العقول، هجرة أصحاب الكفاءات العالية وبعض المهن الحرفية.

تغير الوضع اليوم بسبب الحروب الأهلية والفوضى في العديد من البلاد العربية، صارت الهجرة عامة لجميع فئات المجتمع وبإعداد كبيرة غير مسبوقة. 

ما يحدث في اليمن هجرت أصحاب الكفاءات العالية والتجار.. الخ عوائل بأكملها. ويزيد الطين بله انسحاب أو إقصاء للعديد من القيادات السياسية الوطنية، وفي مثل هذا الوضع ومع الفوضى وتقلص موارد الدولة والفساد ينتج ما يعرف ب "التجريف".

تجريف البلاد من إمكانيات بشرية وموارد اقتصادية، بهذا الوضع يكون إعادة البلاد إلى وضع طبيعي صعب جدا بسبب هذا التجريف وفقدان لعناصر الإصلاح. 

الدولة تعتمد على القروض والمساعدات، ومن تبقى من المواطنين في البلاد يصير همهم توفير الأساسيات بحدودها الدنيا، استلام الراتب المتدني اصلا وتوفير الكهرباء لساعات واستلام السلل الغذائية... الخ.

الأخطر في حالة إطالة أمد هذا الوضع، تزيد حدة الفقر والجهل، يتطبع جيل كامل على هذا الوضع فيتحول إلى حالة القبول والتسليم، ينخفض مستوى المطالبات.. من اصلاحات جذرية للخروج بالبلاد من مأزقها والنهوض من جديد إلى مطالبات بإصلاحات سطحية في الأوضاع المعيشية تبقي المواطن على قيد الحياة. 

العديد من المتخصصين في دراسة مثل هذه الأوضاع يصفون هذا الوضع بالفشل "النمطي" العابر للأجيال، عندما يخلق مجتمع فقير اقتصاديا وفكريا يتوارث هذا الوضع ويصبح من الصعب الخروج من هذه الدائرة لأجيال، كما حصل في العديد من الدول الأفريقية الغارقة في الفشل لأجيال عديدة.