آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-02:05ص

تجارة عمان في صنعاء والصراع على حضرموت !

الإثنين - 26 يونيو 2023 - الساعة 07:09 م

مصطفى المنصوري
بقلم: مصطفى المنصوري
- ارشيف الكاتب


بقلم الكاتب / مصطفى المنصوري 
عندما سقطت عمران بيد الحوثيين عام 2014م خرج هادي اليها من صنعاء ليعلن عودة عمران الى حضن الجمهورية ، واطلق عفاش كلمته المشهورة : " لن اخرج من اليمن .. لم تلده أمه من سيخرجني من اليمن " .. ومازالت جثته الى اللحظة مثار تساؤل ..أين وضعها الحوثيون ؟! ، وقبلة العليمي عندما وضع شفتيه على رأس هادي كانت الحدث الأبرز، حينها طويت مرحلة هادي ومحسن الاحمر  ... تتسارع الاحداث ويفرج الحوثيين في عملية تبادل للأسرى عن نجل العميد طارق عفاش وكذا شقيق العميد طارق ، وتم الافراج عن نجل علي محسن الأحمر بلال وجميعهم في ضيافة السعودية ، وفي الامارات احتفل احمد علي عبدالله صالح بتخرج ابنه " علي " من الثانوية العامة ، طويت المراحل بدقة وفي كل منعطف يتساقط الكثير بلا رحمة ، ولم تعد الأشياء كما كنت عليها ولن تعود .
امتلئت خزائن الحوثيين بالأموال عبر موارد كثيرة فتحت السعودية مسالكها  ،وجففت خزائن الشرعية اليمنية ، العليمي يطلب من المجتمع الدولي الضغط على الحوثيين باتجاه تسوية عادلة على ارض ليس له فيها أي قوة ، وفي الاتجاه الآخر تحركت قبل أيام قوة تتبع الحوثيين من الاحتياط بقوام عشرة الف بمسير عسكري من ذمار الى محافظة إب اليمنية ، وفي كلمة لرئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي مشاط خلال عرض عسكري لوحدات تابعة للمنطقة الرابعة في 22 يونيو هذا العام أكد ان " الأسلحة النوعية التي ستدخل في المعركة القادمة والتي ستكشف عنها الأيام المقبلة سترغم العدو على وقف مؤامراته " .. ويقصد بذلك السعودية .
قضية إعادة الاعمار والمشاريع التي يطلقها السفير السعودي في اليمن على انقاض مئات الألاف من القتلى بصورة مباشرة من الحرب او عبر الجوع والمرض ونزوح الملايين من ديارهم شكلية ،وهي حق قانوني لكنها ضعيفة المردود الى اللحظة ولم تسهم بحسب ما قالته الباحثة في  شؤون اليمن نيكو جافارنيا : " في تغطية معالم الدمار الهائل الذي فعلوه بالبلد والناس والبنية التحتية " ، إيداع مليار دولار في وقت سابق من هذا العام ، وتقسيمها ما بين مشتقات نفطية بواقع 600 مليون دولار نفط و  400مليون دولار لمستشفى عدن العام والمطار على واقع من الفساد الكبير لحكومة  الشرعية اليمنية تعد مأساة كبرى ، ومثل هذه المبادرات  بحسب مراقبين فإنها غير كافية على الاطلاق عند الحكم على ما قامت به السعودية في اليمن طوال الجزء الأكبر لعقد من الزمان .
ذهب السفير السعودي اليوم الى حضرموت بحزمة مشاريع على جناحي مجلس سياسي حضرمي  بقيمة 1,2 مليار لمشاريع في الصحة والطاقة والتعليم و... مكررا بذلك صخبه الإعلامي السابق في عدن  ، وقبل ان يفتح السفير السعودي قناة للأموال التي تقع تحت تصرفه ويعكسها بالأرقام  في حضرموت ليرى العالم  حجم الكرم السعودي لليمن رعى من الرياض على عجل جميع مراحل اشهار تكتل حضرمي سمي فيما بعد مجلس حضرموت الوطني متغافلا التجارب التي تؤكد ان تشكيل أي تكتل خارج وطنه لا يتخلق بصورة طبيعية ويكون مشوها وفي علاقة تنافر مع القوى الثابتة على الأرض  ويتم صرعه سريعا . 
حسب مراقبين يهدف هذا التحرك الى ارباك وفكفكة عربات الدولة الجنوبية التي ينشد الجنوبيين إعلانها كدولة مستقلة مكتملة الأركان الثمانية ، ويرسخ تابعية عدن لصنعاء ، ويربك عوامل استقرار حضرموت ومتطلبات انطلاقها الحقيقي ، ويتزامن هذا التحرك في وقت فشل فيه العليمي في عدن ويتجه بعيدا الى حضرموت محاط بشخصيات ليسوا سوى تركة ثقيلة متخمة بالفشل .
سقطت السعودية في جميع مدن اليمن ، والى اللحظة عجزت عن تدجين الجنوبيين في قوالبها ، واهمها تجذير الشرعية اليمنية في مفاصل الجنوب ، والمستغرب ان التقارير العالمية تشير أن اليمن مقبل على مجاعة كارثية في وقت نهضت  فيه السعودية نهضة اقتصادية عملاقة لدولتها وشعبها ، وفي الاتجاه الآخر تتحرك سلطنة عمان بعمق نحو صنعاء، لترتقي العلاقة من دور الوساطة الى زيارة صنعاء من قبل رجال اعمال عمانيين ، أكتفت قبل أيام وكالة سبأ بنسختها الحوثية إعلانها أن رجال اعمال عمانيين زاروا  صنعاء مؤكدين بذلك ان مرحلة قادمة من الشراكة الاقتصادية بين الحوثيين وسلطنة عمان وان بداءت ملامحها غير واضحة حتى الآن  لكنها في الأساس مغلفة بمباركة سعودية ، عمان تتحرك الى صنعاء ، والسعودية تؤسس في حضرموت شراكة بملامح سياسية وعسكرية ستربك المستقر وتعزز من حالة التفكك والتشظي لمناطق الجنوب المحررة ، وهذا الفعل يخدم سطوة وتغلغل الإخوان والحوثيين على شريط حضرموت المهرة شبوة الغني والاستراتيجي .