طعنات "فاغنر" الغائرة في روسيا وعلاقتها بحرب اليمن

قد يجد المراقب للمشهد الروسي التشابه الكبير بين الطعنات التي تلقتها روسيا من الداخل والمؤامرة التي قادها مؤسس مجموعة "فاغنر" المسلحة ضد الجيش والنظام الروسي الذي يخوض حاليا  معركة مصيرية مع امريكا والاتحاد الأوربي في اوكرانيا والتي اصبح فيها الروس مسيطرين على زمام الامور والتشابة الغريب مع مايجري في اليمن من طعنات غائرة من الداخل اثناء الحرب مع الجماعات المتمردة الحوثية والذي كان فيها الجيش الوطني والمقاومة حينها على مشارف صنعاء

فالشعب الروسي وحلفائها يعلمون ان الطعنات التي تأتي من الداخل هي اشد ألما واكثر تأثيرا على الأمن القومي الروسي ويمكن ان تعصف بروسيا وجيشها الوطني الذي لم تستطع دول العالم ان تنال منها ووقف امامها الاتحاد الأوربي وامريكا حائرين نتيجة للسياسة التي يتبعها الرئيس بوتين في التعامل مع تلك القوى الخارجية

ورغم التشابة في الطعنات التي تلقتها روسيا من قبل مرتزقة  امريكا والتخادم بينها وبين اوكرانيا ومرتزقة جنوب اليمن والتخادم الواضح بينهم وبين المليشيات الأنقلابية الحوثية في صنعاء  
الا ان هناك فارق كبير بين الشعب  الروسي وحلفائه من جهة وبين الشعب اليمني وحلفاءه من جهة اخرى وهو ان الشعب الروسي شعب عقلاني يحتكم للنظريات العقلية ولا يؤمن بالعواطف والشعارات الوطنية الجوفاء 
ومن ناحية اخرى فإن حلفاء روسيا تداعوا للوقوف ضد الحركات الإنقلابية التي قادتها بعض الفصائل المسلحة الروسية 
وعملت على اخمادها على عكس حلفاء اليمن الذي انقلبوا على السلطة ودعموا الحركات الإنقلابية المسلحة في صنعاء وعدن وعملوا على اضعاف دور المؤسسات الأمنية والعسكرية وعطلوا الخدمات  و نهبوا الثروات وتقاسموا الجزر والموانئ و بسطوا نفوذهم على المنشآت النفطية والغازية  

والجميع يعلم انه  ماكان لليمن ان تسقط بين مخالب تلك القوى الاقليمية  الإستيطانية لولا وجود من مهد لها الطريق من مرتزقة الأوطان 
الذين يعرضون مصالح وأمن البلاد للمخاطر وكل هذا من اجل حفنة من المال او مناصب سيادية في هرم الدولة الأيلة للسقوط

نحن على يقين  ان روسيا ستتعافى وستقف على قدميها بفضل وجود تحالف حقيقي وصادق وشعب  مخلص وعقلاني غير مؤمن بالشعارات الوطنية  الزائفة  ولكن هذا  بالطبع لاينطبق على اليمن التي بليت بتحالف متخصص بصنع الطعنات من العمق الداخلي  وشعب ينهض بشعار ويتوقف بآخر 

روسيا دولة عظمى وصاحبة تاريخ عريق   وكذلك اليمن 
الأن اننا في اليمن نعتمد على الماضي ولم نصنع للغد مايؤهلنا لنكون فيه اقوياء  

بدوي الجبل المنصوري