آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-11:22ص

مجلس وطني.. الحل والعقد

الخميس - 22 يونيو 2023 - الساعة 02:02 م

عمر سعيد محمد بالبحيث
بقلم: عمر سعيد محمد بالبحيث
- ارشيف الكاتب


من خلال فقدانه للطابع الشعبي يتضح أن مجلس حضرموت الوطني المعلن عنه والمزمع تأسيسه عبارة عن فرع من المجلس والوطني اليمني القديم. وأن لمسات من قبضة شيوخ الإقطاع اليمني تحرك قمة مجلس حضرموت الوطني. فالخصومة التاريخية للجنوب بأي مسمى ولحامل قضيته وتطلعات شعبه وفي مقدمتهم الحضارم بارزة.

مجلس حضرموت الوطني تحدي سافر وأحد محاولات البائسة لطمس هوية الجنوبيين التي تضم الحضارم واللحوج والصبيحة والبدو والضليعة واليفيعة والمهريين والسقطريين والشبوانيين والأبينيين، بعكس الشماليين، يمنية يريدون يفرضونها بالقوة على كل هولاء. مؤامرات جرت وتجري عبر تفريخ المكونات والمجالس ذات الطابع اليمني.

مجلس حضرموت الوطني فاقد لنهج التحرر الوطني الكامل والحاسم لحضرموت المحافظة أو الدولة الكبرى، مما يعكس الشلل في قدرته في إيجاد الحلول الناجعة للخلل الأساسي في مسيرة الأوضاع بمجالاتها المختلفة بواقعية المرحلة وما بعدها. وبالتالي، فإنه جنين لم ولن يكتمل نموه وتطوره مثله مثل من سبقوه الذين ظلوا في حظيرة التسمين الشمالية. وسيبقى أحد عوامل الشقاق التي يراد منها إضعاف حضرموت خاصة والجنوب عامة، وموقفهم من مجرى الصراع ضد الحوثي.

مجلس حضرموت الوطني أداة فاشلة لخطب ود المملكة العربية السعودية بعد أن تأكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي الرقم الصعب والقوة الضاربة على أرض الجنوب قاطبة محسوبا عليها. يفسر ذلك دعوة السفير السعودي محمد آل جابر حضور قراءة بيان إعلان مجلس حضرموت الوطني، والذي أتى من باب البخت والنصيب لعل وعسى قرعة ترسو عليه كمجلس وطني لأولي الحل والعقد. والذي يؤمل له أن يصبح مجلس وطني يمني يخصص فيه مقاعد للجنوب لا تتجاوز 12 مقعدا إلى جانب مقاعد محافظات الجمهورية العربية اليمنية. ليبرز الهدف المراد تحقيقه ألا وهو أن يسفر عنه قيام جبهة وطنية ديمقراطية شعبية يمنية مضادة عريضة تحتوي الجنوب. ومن خلال ذلك يكون من السهل اتخاذ خطوات عملية لإشعال الحرب من جديد وتحقيق نصر للشمال ومكاسب للحوثيين، بعد أن تم الإعلان عن توقفها نهائيا والعمل على إرساء سلام دائم.