آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-12:16ص

طواف الحوثيين حول الكعبة ودور الانتقالي المرتقب !

الأربعاء - 21 يونيو 2023 - الساعة 11:33 ص

مصطفى المنصوري
بقلم: مصطفى المنصوري
- ارشيف الكاتب


ثمة إرباك في المشهد ، وخطوط بداءت معالمها تتحرك إلى النور من العتمة ، التحرك من صنعاء الى الرياض تحت جلباب اداء مناسك الحج من قبل قيادات حوثية مطلوبة للعدالة السعودية معناه تفاهمات تتأصل بمباركة إيرانية ورضا حوثي وسعادة سعودية .
سبق ذلك ان رفدت السعودية بمباركة الشرعية اليمنية هذه القيادات الثورية بالنفط والغاز وصولا الى فتحها ميناء الحديدة ويستقبل اليوم عشرات السفن التجارية مباشرة دون أي رقابة او تفيش ، ميناء الحديدة هو ذلك الموقع الغير مسموح إسقاطه ، وانسحبت منه قوات الشرعية اليمنية ، ولحقه إعادة التموضع وتشتيت القوات المشتركة نحو أماكن بعيدة ، وتم تأمينه مبكرا بصورة خاطفة عبر اتفاق استكهولم . 
التنفس الذي تنعم به صنعاء اليوم ليس عارض، هو خط منتهاه هنا.. وسيصل الى مدى اوسع، الأمن المشترك الذي يرسم للمنطقة منذ وقت مبكرا، ولتثبيته واقعا يتوجب إنهاء أي تواجد عسكري لغير دول المنطقة، ومن عوامل استكماله ان تكون خارطة صنعاء السياسية والعسكرية كما هي اليوم؛ رغم تصريح وزير خارجية أمريكا في زيارته الأخيرة للرياض أن أمريكا باقية ولن تنسحب من الشرق الأوسط.
فتحت الرياض أبوابها لقيادات إيرانية واتفاقيات مختلفة معهم ، واستقبلت طهران وزير خارجية السعودية ، وهو اكبر حدث من استقبال السعودية للحوثيين ، ويعد جزء من تفاهمات عميقة نحو مسار قادم للمنطقة أكده الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بتاريخ 6 مايو 2023م في لقاء خاص مع الوكالة العربية السورية " سانا " عندما  قال " إيران والسعودية دولتان كبيرتان وعودة العلاقات ستغير المعادلات في المنطقة وتنظمها . 
استطاعت السعودية رسم معالم جديدة لليمن بعد ان أنهت فوضوية الرئيس اليمني السابق صالح ، صالح رقص كثيرا على ايقاعات مزعجة ، وتحالفه الأخير مع الحوثيين كان رقصته الأخيرة ، وفي الإتجاه الأخر لن يكون الجنوب بعيدا وسيتم خطمه في اتجاه تيار حركة المنطقة ، وبمعالم جديدة ترسمها السعودية مع شركاءها .
يدرك الانتقالي الجنوبي حساسية التسارع السياسي ، وقولبة الحل باتجاه يمن مركزه صنعاء  - مهما كان عدد التقسيمات - وهذا معناه شرعنة دستورية تنهي الهوية السياسية والجغرفية للجنوب بلا رجعة ، وبرز للعيان  ضعف الإنتقالي الجنوبي من الازمة التي نشبت بين رئيس الوزراء معين عبدالملك والسلطة المحلية لمحافظة عدن ، الى اللحظة الإنتقالي الجنوبي غير مسيطر على محافظي المحافظات على إمتداد الجنوب ، حتى عدن لا يخضع محافظها احمد لملس لقرارات الانتقالي الجنوبي ، وتم تعيينه محافظا على عدن بمباركة هادي ومحسن الأحمر ، وإن كان شكليا محسوب على الانتقالي الجنوبي ، ومجمل المحافظين لمدن الجنوب  يدينون للشرعية ، ويتحركون وفق قرارتها ، وفي الاتجاه الآخر يتمترس الانتقالي الجنوبي في عمق الشرعية ، ويعد الأكثر دفاعا على تماسك المجلس الرئاسي ، في هذا الدفاع يحافظ الانتقالي على رصيده من القوة ، ومشروعيته على الأرض ، وبقاء القضية الجنوبية حاضرة .
المعركة الحقيقية مدروسة بدقة ، هي لحظة الجلوس عند الحل  الشامل والعادل او القتال الشامل ، وهي لحظة لن تكون فيها الشرعية حاضرة على الأرض ، ولن تبقى ادواتها كثيرا ، ولن تصمد ، وأي تحرك للقوات العسكرية الجنوبية المشتركة لن تدخل حينها في إطار التمرد او الانقلاب، الشرعية اليمنية ومنذ تشكيل المجلس الرئاسي بقيادة العليمي استنزفت طاقة الانتقالي الجنوبي ، واسهمت في ارباكه بصورة قاسية ، وعززت من صناعة تفريخات حديثة جنوبا تعكس للعالم ان الجنوب بدون اليمن الى اقتتال ... ؛ رغم ادراكها ان ليس بمقدورها حماية عدن ، وليس بمقدورها فتح الطرق من اجل تعز او ان يقبل الحوثيين بها ندا يحاورها ، وتدرك الرياض ان طواف الحوثيين بثياب الإحرام حول مكة اليوم سياسي وليس عقائدي ، وتمترس الانتقالي في عمق المجلس الرئاسي سيسهم في إنهاء الصراع بصورة مغايرة لتطلعات إيران في المنطقة وطموح الحوثيين من تركة صالح عفاش .