آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-11:41ص

الفرق بين إعلان افتتاح البيرق مول وخطاب محافظ عدن

الأربعاء - 21 يونيو 2023 - الساعة 02:05 ص

طاهر بن طاهر
بقلم: طاهر بن طاهر
- ارشيف الكاتب


أن ما لاحظناه يوم  افتتاح البيرق مول في عدن بحضور جماهيري كبير اكتظت الشوارع من كثر الحضور حيث استطاع مالك البيرق مول أن يصنع حدث إعلامي كبير من خلال استدعاء فنانة مشهورة محلياً واقليمياً عندما غنت اغنية "كيفكم ياحبايب خبرونا عن الحال" استطاعت تغزي قلوب الجماهير الذين استمعوا اليها دون ان يشعروا بحرارة الشمس ..

كذلك مالك البيرق مول طلب من والدته أن تقص شريط الافتتاح ولم يطلب أحد غيرها ونقل من خلالها  رسالة أخرى أن الجنة تحت اقدام الامهات..

فكل مواقع التواصل الاجتماعي من تكتك وفيسبك وتويتر وقنوات الإعلام ظلت  تتحدث عن البيرق مول لمدة أيام 
فخلال ساعات حقق البيرق مول نقلة إعلامية نوعية  انتقلت كالبرق وصل صداها محلياً ودولياً واجبر الجميع يتابعوا الحدث ..

بينما محافظ عدن ظهر بنفس اليوم  في بيان وطني وسياسي هدد بمنع الإيرادات الى البنك المركزي  ولم يلتفت الجماهير في عدن لهذا الخطاب لأنه مكرر  وغير مدروس ولم يتبعه افعال على الأرض بل اقوال فقط وعلى لملس أن يستدعي الفنان علي عنبه يغني أغنية "لا تشلوني ولا تطروحني"
لأنه متردد بخطابه تارة يهدد بمنع الإيرادات وتارة يظهر يقول أن الخطاب ليس سياسي كما يروجه المغرضين !!
فهو وزير الدولة ويهاجم الدولة !!! ومحافظ العاصمة عدن التي فيها الميناء والمطار والمصانع وهو الرجل الأول فيها لكنه لم يعرف أن تذهب الإيرادات !! كذلك أمين عام المجلس الانتقالي الجنوبي !!!

لهذا يجب أن يفهم أي مسؤول بالدولة أو بالثورة أن أي خطاب يجب أن يكون مدروس سياسيا واقتصاديآ وقانونيآ ويكون ذات خطط مزمنة ومعرفة من نحن وماذا نريد والى اين نتجه ...

لهذا هل سيفهم قيادات الانتقالي أن البيرق مول انجح حفل كبير جدآ لو كان الانتقالي رتب لهذا الحفل لطلبوا من التحالف مليون ريال سعودي دعم لاجل إنجاحه بينما البيرق مول لم يخسر غير نفقات اللجنة الفنية والتنظيمية والفريق الإعلامي ونفقات ماريا قحطان ..

وهكذا من يجيد مهارات الاتصال والتواصل والتخطيط الاستراتيجي والتخطيط الشخصي ويجيد فن السياسة الاقتصادية يستطيع ان يصنع حدث بصورة واحدة فقط  لتعادل ألف كلمة بعيدا عن الخطابات التشنجية التي تخلق جعجعة دون طحين.

نقولها بالفم المليان.. لقد تعبنا من البيانات والخطابات المكررة منذ 2007م والناس أنفسهم في قنوات الجنوب وصحفه يتحدثون بنفس الكلام الممل فتخيلوا لو شاهدتم مباراة كرة قدم بين فريق وفريق وتم تكرارها خمسين مرة ستحفظوا اسما اللاعبين وضربات الجزاء وووووووالخ  وستكون محفوظة كل لقطات المباراة  وممله جدآ !!!!! ونحن نعيش نفس السيناريو منذ 2007م كلما حققنا شي نرجع من جديد نكرره ..

ويطل علينا ذلك الأشخاص الذين عشنا معهم في مراحل النضال الصعبة وتمردوا علينا بعد التحرير وسيطروا على كل المنابر الاعلامية دون ان يتيحوا للكوادر السياسة والوطنية والمفكرين والادباء والاقتصاديين أن يتحدثوا  بل أصبح الخطاب يلقوه علينا بالقوة أو المقابلات الاعلامية والسياسية يفصلوها حسب مقاساتهم فقط والسماح لمن يوافق على مشاريع الزيف والانتقاص بقضيتنا حتى وان ظهروا يتحدثوا عن الجنوب فهم أشخاص أعمالهم عكس افعالهم بينما الجنوبيين الحقيقيين المؤمنين بهدف التحرير والاستقلال محظورين من كل القنوات الاخبارية حتى من قنوات الجنوب نفسها !!  لأنها ليس بيد الجنوب فعلا بل بيد الممول الخارجي 
واصبح الشرفاء والمناضلين مسرحين قسريا خارج العاصمة عدن واصبحت عدن لا تقبل إلا من يقبل الإملاءات الخارجية وارسل الاخوان شبابهم إلى عدن من كل حدبآ وصوب لفتح المواقع الاخبارية باسماء جنوبية وسيطروا على شاشات القنوات على أساس أنهم مع الجنوب بينما خارج الشاشات ينخلوا الجنوب وقضيته بتقارير اخبارية  بمواقع اخبارية يعملوا فيها محررين دون ان يضهروا اسمائهم فيها وهكذا المؤتمر ارسلوا عناصرهم إلى عدن لفتح المؤسسات الحقوقية والتنموية والمواقع الاخبارية بلباس الجنوب نفس الاخوان والاشتراكي والرابطة كذلك واصبح التقاسم سياسي ووراثي وردموا قضيتنا التي قدم الجنوب من اجلها قوافل من الشهداء فتارة نتحارب مع الأولوية الرئاسية وتارة نعلن أنها اتحدنا معهم وتارة نطرد الشرعية وتارة نشكل معهم حكومة مناصفة وهكذا مرة نرفع سقفنا ونعلن مجلس انتقالي جنوبي وفترة أخرى نتحول مجلس رئاسي يمني تارة رئيسنا العليمي وتارة رئيسنا عيدروس وهكذا نعلن ادارة ذاتية ونعلن أن الجير الريوس مفصول ثم نرجع ريوس ونلغي الادارة الذاتية وثم نعود نعلن عن منع الإيرادات وكل سنة لنا توجه عكس ماكنا في الحراك الجنوبي ذات هدف واحد وهو التحرير والاستقلال.

أما الآن تشابهت البقر واختلط الحابل بالنابل واصبحنا في المجلس الانتقالي نفس حب المجذوب تجد لديه الصره حقه الدخن والشعير والقمح والبر الخ فداخلنا في الانتقالي توجهات كثيرة لأن كل حزب زج بعناصره في الهرم الاعلى  وفي الجمعية الوطنية وفي المحافظات وفي المديريات والمراكز تم اختراقنا بسرعة قصوى أسرع من تكتيك البيرق مول واصبح آخر المطاف يحاضرونا على الوطن والثورة من قمعونا في 2007م و2011م ودون أن يحرجوا اننا نعرفهم ونعرف سجلاتهم بل فوق هذا تجدهم كل واحد معه علاقي قات باي مجلس أو ديوان وقرطاس نعنع حار ويبدأ ينم كل واحد منهم  عالثوار والثورة ويفتحوا احاديث النميمة لتمزيق ما تبقى من الثوار لأن بعض الثوار أصبحوا كالسذج يحاربوا بعضهم ودون أن يعلموا أن احفاد عبدالفتاح اسماعيل وصالح عفاش والزنداني شغلهم الشاغل هو تمزيق صفوفنا وهدفهم نخر ثورتنا كم تنخر السوس الاسنان ..

ولكن مثلما فشل عفاش وفشل اولاد الأحمر سيفشل ما تبقى من الاحزاب لأن قوة الله أقوى قوة في العالم ..

ختاماً.. لن نؤمن بمجلس الأمن الدولي أو الأمم المتحدة أو التحالف العربي بل ايماننا بالله عز وجل وصمود شرفاء شعبنا  في الداخل والخارج وعلى كل أسر الشهداء والجرحى والمظلومين وكل ابناء الطبقة الكادحة أن يعلموا أن الله ليس غافل عن ما يدور فهو من يغير المعادلة وهو من ينتصر لكل صاحب حق طال الزمان أم قصر وحتى لو انتصر عليكم بعض الفاسدين في شقق أو اراضي أو سيارات أو مناصب أو منح فان لم تنتصروا عليهم بالدنيا ستنتصروا في الآخرة في الحياة الابدية..